منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مرثية الدكتور / حسن جاد لابنه محمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 144
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 62

مرثية الدكتور / حسن جاد لابنه محمد Empty
مُساهمةموضوع: مرثية الدكتور / حسن جاد لابنه محمد   مرثية الدكتور / حسن جاد لابنه محمد I_icon_minitimeالإثنين فبراير 09, 2009 12:39 am

مرثية الدكتورحسن جاد لولده " محمد "


عليهما رحمة الله تعالى وقد نقلت من منتدى القصيدة العربية بعد أن اختارها الأستاذ الدكتور محمد جاهين بدوي




قدمها شيخنا رحمه الله بقوله:
" عليك يا ولدي الوحيد أكتب هذه العبرات الشعرية الحزينة، رثاء لك، وتفجعا عليك، ولوعة لمصابك، وحسرة على شبابك..
وفيك يا بني الحبيب أبكي بالقصيد المعول، والقوافي النادبة: وجودي الذي فرغ، ونوري الذي انطفأ، ومددي الذي انقطع، وظلي الذي زال، وأملي الذي ضاع، ورجائي الذي خاب، وإذا كانت فجيعتي فيك أكبر من كل تعبير، وأقوى من كل تصوير، فإن هذه الأبيات على أي حال نبرات من شجون الخاطر الكاسف المكسور، وقطرات من دماء القلب النازف المفطور، وزفرات من لهيب الصدر الواله المكروب، ولفحات من سعير الضرم الواري في أعماق المشاعر والوجدان " .




*
*
ودّعتُ فيك صفاءَ العيشِ يـا ولـدي
يا طولَ همّي ويا حُزْنـي ويـا كَمَـدِي
لم يبـقَ بَعْـدَك معنـى للحيـاة ولـمْ
يعـدْ بهـا أمـلٌ أحيـا بـه لـغـدِ
من شاقهُ المالُ والجـاهُ العريـضُ فقـد
عزفتُ عـن جاههـا أو مالهـا اللَّبِـدِ
ومـا انتفاعـيَ بالدنيـا وليـس بهـا
مَنْ كان عِـزّي وآمالـي ومُرْتَغَـدِي ؟
كـم ادّخَرْتُـكَ للأيـام فـي كِبَـري
لكنـه القـدرُ المحتـومُ لــم يُــرِدِ
واحسرتاهُ وكمْ أمّلْـتُ فيـكَ جَنًـى
حتى خلتْ منكَ بالبينِ المشِـتِّ يَـدِي
غالت شبابـك نكبـاءُ المنـون فلـم
ترحم فؤادي ولم تشفق علـى كبـدي
يا ويحها قدّتِ الغصـنَ النـديَّ ولـم
ترفقْ يداها بغصـنٍ للشبـاب نـدي
وحطمت صرحَ آمـالٍ لنـا فهـوى
بعد الشموخِ كأن لـم نبـنِ أو نشِـدِ
ليت الحمـام الـذي أرداك عاجلنـي
وفي جوارك يمسي في الثـرى جسـدي
أصبحتُ أهواهُ كـي ألقـاكَ مرتقبًـا
لهفـانَ لهفـةَ مشتـاقٍ إليـه صَــدِ
وكيف أحيـا بـلا ظـلٍّ ولا عَضُـدٍ
وكنتَ ظلّيَ فـي الدنيـا ومُعتضـدي؟
وكيف أسلكُ دربًا قـد فقـدتُ بـه
رفيـقَ دربـي ومِعوانـي ومُعتمـدي؟
كنتَ الرجاءَ الـذي أحيـا لـه وبـهِ
فحين خابَ رجائـي خاننـي جلـدي
وكنتُ أخشى الردى حرصًا عليكَ إذا
ما غالني حِـرْصَ لقمـانٍ علـى لبـدِ
يا ليتَ أنيَ مـا جئـتُ الحيـاةَ فلـم
أولدْ ويا ليتنـي إذْ جئـتُ لـم ألِـدِ
ما كنتُ أحسـبُ أن البيـنَ يفجعنـا
وَهْنًا علـى غِـرَّةٍ فـي ليلـةِ الأحـدِ
هـلاّ تمهلـتَ يومـا كـي تودّعَنـا
فقـد رحلـتَ سريعًـا غيـر متئـدِ
عدا عليك الـردى كاللـص مختلسًـا
في هدأة الليـل لـم ينـذِرْ ولـم يعـدِ
وأنت تصغي إلى صوتِ " المسجِّلِ " في
لحن الـوداعِ بسَمْـعٍ جـدِّ محتشـدِ
تعيـد ترديـدَهُ لهـفـان محتضـنًـا
إن ينتـهِ اللحـنُ تبدِئْـهُ وتستـعـدِ
هل كنتَ بالنغـم الباكـي تودّعنـا ؟
وهل بقرب النوى أحسستَ يا ولدي؟
كُفّي عن الدمع يا عينـي فليـس بـه
جدوى سوى قرحةِ الأجفـان والرمـدِ
أو فاسكبيـه فمالـي فيـه مـن أرَبٍ
دفنتُ نورَك في جوف الثـرى الهَمِـدِ
إذا جرى في غضـون الخـدّ لذّعنـي
أُوَارُهُ بلـظًـى كالجـمـر متـقـدِ
كم لائمٍ في الأسى الموصول قلتُ لـه:
عـذرا لدائـم دمـعٍ فيـه مـطّـرِدِ
أبكيهِ حتـى إذا لـم يُجْدِنِـي حَزَنِـي
بكيتُ من أجـل أن الحـزنَ لـم يُفِـدِ
أقسمتُ ما عشـتُ أبكيـه وأذكـرُهُ
مهما تظاهـرتُ بالسلـوانِ والجلَـدِ
وكيف أنسـاه والذكـرى تلاحقنـي
وليـس قلبـيَ بالجافـي ولا الجَحِـدِ؟
" محمـدٌ " يـا أعَـزَّ اســمٍ أردِّدُهُ
كأنّهُ اللحنُ في سمعـي وفـي خَلَـدِي
يا قرَّةَ العينِ يا روحـي ويـا عُمُـرِي
ويا امتدادي ويا ذِكْرِي ويـا مَـدَدِي
ويا وحيدي ويا ذُخـري ويـا أملـي
مصيبتي فيكَ لـم تنـزلْ علـى أَحَـدِ
إذا استجرتُ مجيرَ الصبـرِ فيـك أبـى
وإن بحثتُ عـن السلـوان لـمْ أجـدِ
وكيـف يسعفُنـي صبـرٌ ألـوذُ بـه
ولوعةُ الخطب فوق الصبـر والجلـدِ؟
لم أنسَ ساعـةَ عانيـتَ المنـونَ وقـد
فاضت دموعُكَ حتى مزَّقَـتْ كبـدي
إذْ تستجـيـرُ بـأنَّـاتٍ مهـدَّجـةٍ
على لسـانٍ عـن الإفصـاح منعقـدِ
تكابـدُ الكـربَ ملتاعًـا لفرقتـنـا
والدمعُ ينهـلُّ مـن عينيـك كالبـرَدِ
ورحتُ تهتف باسمـي لوعـةً وأسًـى
فكـان آخـرَ مــاردَّدْتَ لـلأبـدِ
بُنَيَّ: لـو تُفْتَـدَى لـم نـأْلُ تضحيـةً
بالمال مهما غـلا والـروحِ والجسـدِ
مالي من الأمـر شـيءٌ أستطيـع بـه
ردَّ البـلاءِ ولا دفـعَ الـردى بيـدي
أعيا القضاءُ سباقَ الطبِّ فيـك ومَـنْ
ينجي الفريسة سبقًا من فَـمِ الأسـدِ؟
إذا جـرى القـدر الماضـي لغايـتـه
لم يمنـعِ الطـبُّ مقـدورًا ولـم يَـذُدِ
*
*
يا غائبًا لا يؤوبُ الدهـر مـن سفَـرٍ
وأيُّ أوبٍ لنائـي الـمـوتِ مبتـعـدِ
ويـا غريبًـا ليـوم الحشـر غربتـهُ
أسلمتَنـا لعـذابٍ بالنـوى صَـعِـدِ
وارحمتَـا لشقيقـاتٍ يذبْـنَ أسًــى
ما كُنَّ يعرفـنَ طعـمَ الهـمِّ والنكَـدِ
يندبن فيـك وحيـدًا شِمْنَـهُ سَنَـدًا
وقد غـدونَ وحيـداتٍ بـلا سَنَـدِ
ويلي إذا مـا التقينـا حـول مائـدةٍ
ونحنُ بعـدكَ جمـعٌ ناقـصُ العـددِ !
أُخفي أنينـيَ – لا يسمعنـه – بفمـي
وأسترُ الدمعَ – لا يبصرنَـهُ - بيـدي
كنّا إذا غبتَ يومًـا لا نطيـق نَـوًى
واليوم غيبتُـك الكبـرى إلـى الأبـدِ
وكم بَعُدْتَ فلـم نصبـرْ إلـى أمـدٍ
فكيف نصبرُ فـي بُعْـدٍ بـلا أمـدِ ؟!
بتنا نرى في خطـوب النـاس محنتنـا
حُزْنًا على كل مغتـال الشبـاب ردي
نبكـي لكـل وحيـد غالـه قــدرٌ
وذاق ما ذقتَ من مـوتٍ لـه رَصَـدِ
أهل المصائب فـي الدنيـا توحّدهـم
أرحامُ خطب علـى الأحـزان متَّحِـدِ
وأتعـس النـاس أُمٌّ غِيـلَ واحدهـا
ووالدٌ ريعَ فجْعًـا فـي ابنـه الوَحِـدِ
*
*
لولا البُنيَّاتُ طفـتُ الأرضَ منتحِبًـا
أهيـمُ مـن بلـدٍ نـاءٍ إلـى بـلـدِ
يا طاهرَ القلبِ لـم تضمـر أذى أحـدٍ
ولا انطويتَ علـى حقـدٍ ولا حسـدِ
خرجتَ من هـذه الدنيـا بـلا سبَـدٍ
يغريكَ مـن ظلهـا الفانـي ولا لبَـدِ
أين ابتسامُـكَ وضَّـاءً يشـعُّ سنًـى
علـى محيـاكَ فـي لألائـه الفَـرِدِ؟
وأيـن نـورُ جبيـنٍ كـان مؤتلقًـا
توسَّدَ التربَ فـي مستوحـشٍ جَـرِدِ؟
وأين عُـودُكَ ريّـانَ الصبـا نضـرًا
عدا عليـه الـردى فانقـدّ مـن أودِ؟
مضيتَ كالطيف لم يلبـثْ إلـى أجـلٍ
وسرتَ كالضيفِ لم يمكث إلـى أَمَـدِ
ورحتَ كالزهر في عمـرٍ كأنـك لـمْ
وأصبحتَ ذكـرى القلـبِ والخلـدِ
لم أدرِ هلْ َأَنَا في حُلْمٍ؟ فقـد عصفـتْ
فُجاءةُ الخطـب بالألبـاب والرشـدِ !
خلَّفتنـا لجـوى الذكـرى وحرقتهـا
والبيتُ بعدَك أضحى واهـيَ العُمُـدِ
تلفّه وحشةُ الصمـتِ الكئيـب أسًـى
لمـا خـلا مـن صوتـكَ الـغَـرِدِ
نراكَ فـي كـل شـيء ماثـلاً أبـدا
حتـى كأنـك فينـا غيـرُ مفتـقَـدِ
في العيدِ إذْ كنـتَ بشـراهُ وبهجتـهُ
واليوم أضحى نذيرَ الشـؤمِ والنَّكَـدِ
عِيـدُ الشَّجِيِّيـنَ تجديـدٌ للوعتـهـم
بالذكريات.. فليتَ العيـدَ لـم يَعُـدِ
في الريفِ تهـواه مصطافًـا ومنطلَقًـا
حُـرًّا وتهفـو لسُمَّـارٍ بِـهِ ونَـدِي
تظلُّ تحصـي الليالـي قبـل موعـده
شوقًا .. وتمعنُ في الإحصـاء والعـددِ
فيما ارتديتَ مـن الأثـوابِ نفعمـهُ
لثما لريحكَ فيها مـن شـذى الجسـدِ
في مكتب الدرس إذْ أوحشتَ مقعـدهُ
والكتْبُ قد فجعتْ فـي خيـر مجتهـدِ
تركتهـنّ ثكالـى مـا نطيـق لـهـا
لمسًـا تولـولُ بالتشتيـت والـبـدَدِ
وفي السرير الـذي فارقـتَ مضجعـه
لمضجعٍ فـي الثـرى المجهـور منفـردِ
فيما يشوق صباك الغـضَّ مـن نغـمٍ
وما يروقُـكَ فيـه مـنْ دُمًـى وَ دَدِ
في الزائرين وكـم أحببـتَ مَقدَمَهـمْ
والوافديـن إذا جـاؤوا ولـم تَـفِـدِ
فـي المغتديـن إذا أَمُّـوا مدارسَهـم
والرائحيـن إذا عـادوا ولـم تَـعُـدِ
فيمـا يلـذّك ممـا كنـتَ تعشـقُـه
مـن الطعـام ومـن ألوانـه الحُشُـدِ
اليـوم نطعـم مـا أحببـتَ مؤتدمًـا
بالدمع من بعد صفو العيـش والرغـدِ
*
*
قالـوا: اصطبـر لقضـاء الله محتسبًـا
وكفكف الدمعَ من عينيـكَ واقتصـدِ
فقلتُ: ما حيلتي فـي الدمـع يغلبنـي
وفـي فـؤاد بنـارِ الوجـد متقـدِ؟
هَبْنَـا أفدنـا ثوابًـا فيـه أو عِوَضًـا
ما ذنْبُـهُ يافعًـا أودى ولـم يُفِـدِ ؟!
فقـدُ الأحبـة أقسـى مـا نكابـدهُ
من الحياة فيـا ويلـي مـن الكبَـدِ !
وللـفـراق تبـاريـحٌ وأفـدَحُــهُ
نوى حبيـبٍ بجـوف الأرض مفتـأدِ
ضاقت عليّ رحابُ الأرض وانشعبـتْ
إلى طرائقَ شَتَّـى فـي الأسـى قِـدَدِ
مصيبةٌ لو على ثهـلانَ قـد وقعـتْ
لباتَ من هولهـا يشكـو إلـى أُحُـدِ
صمّـاءُ ليـس بهـا للصبـر نافـذةٌ
سـوى رجـاءٍ بلطـف الله منعـقـدِ
أكـاد أقتـل نفسـي حيـن أذكـره
لـولا يقينـي وإيمانـي ومعتـقـدي
آمـنـتُ بالله والآجــالِ قـدّرَهـا
إذا انتهى العمر لم ينقـصْ ولـم يـزدِ
وكـل حـيٍّ لـوردِ المـوتِ مرتحـلٌ
يسعى متى مـا يصلـه رحلُـهُ يَـرِدِ
ممـا يعـزّي فـؤادي حيـن أودعُـهُ
بطنَ الثرى ثقتي فـي الواحِـد الأحـدِ
وأنّ من كان في قلبـي وفـي بصـري
جارًا غدًا في جوار الـوارث الصمـدِ
ياربِّ قدرْتَ فالطفْ وابتليـتَ فكـنْ
عوني على حَمْليَ البلوى.. وكنْ عضُدِي
فيما قضيتَ علينـا حكمـةٌ خفيـتْ
على العقول وإنْ جلَّـتْ عـن الفَنَـدِ
لي عندك اليـومَ فـي خطبـي ومحنتـه
جَاهٌ عريضٌ.. فكنْ جاهي ومُلْتَحَـدِي
إني فقدتُ رشـادي فـي بُنـيَّ ومَـنْ
سواكَ ياربِّ يهدينـي إلـى الرشَـدِ؟!
كـلّ المصائـبِ فـي الدنيـا لتعزيـةٍ
إلا المصيبـةُ يـا ربَّـاهُ فـي الولـدِ !
*
*





* نص القصيدة برسالة ماجستير مخطوطة بكلية اللغة العربية بالقاهرة برقم 1094
وبحولية كلية اللغة العربية ع 24 ج 1 من ص 949 إلى ص 954 سنة 2006م ضمن دراسة للباحث الزميل الشاعر الدكتور علاء السيد عضو هيئة التدريس بقسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
مرثية الدكتور / حسن جاد لابنه محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الشعر ونقده :: همس القوافي وصهيل القصائد-
انتقل الى: