د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: جسوري في الرماد للشاعر الدكتور / محمود الحليبي الخميس يناير 15, 2009 4:00 am | |
| جسوري في الرماد !! *
رسالة عاجلة إلى القدس الحبيبة العاصمة الإسلامية الموجودة المفقودة !!
إليها حيث تنظر إلى أخيّتها غزة الحرة تحت وطأة القهر والحصار وبطش الظلم والدمار :
شعر / محمود الحليبي
على لسان كل مسلم عربي غيور !!
حُبْلَـى بِثَـأْرِكِ أُمَّتِـي وَعُصُـورِي ثَكْلَـى بِفَقْـدِكِ دَوْحَتِـي وَطُيُـورِي جَوْعَى بِبُؤْسِكِ فَرْحَتِـي وَبَشَائِـرِي شَبْعَى بِجُوعِكِ أَحْرُفِـي وَسُطُـورِي سَهْرَى لِجُرْحِكِ مُقْلَتِـي وَمَواجِعِـي نَـزِفٌ بِذِكْـرِكِ خَافِقِـي وَضَمِيـرِي أَنَا مَا نَسِيتُكِ يَا حَبِيبَـةُ أَلْـفُ مَـا إِنِّـي وَهَبْتُـكِ غَيْبَتِـي وَحُضُـورِي مَا غِبْـتِ يَـا أُمَّ المَدَائِـنِ لَحْظَـةً عَنْ طَرْفِ ذَاكِرَتِي وَهَمْسِ شُعُـورِي إِنِّي أُحِسُّـكِ قِطْعَـةً مِـنْ خَاطِـرِي وَأَرَاكِ فِي صَحْوِي وَعِنْـدَ سَرِِيـرِي أَلْقَاكِ بَيْـنَ رُفُـوفِ مَكْتَبَتِـي سَنَـا عُـرْسٍ يُبَـدِّدُ مَـأْتَـمَ الدَّيْـجُـورِ فَـأَرَاكِ وَالأَقْصَـى نَسَائِـمَ هَيْـبَـةٍ تَسْرِي إِلَـيََّ عَلَـى خُيُـوطِ حَرِيـرِ وَأَرَاكِ وَالتَّـارِيـخَ تَــوْأَمَ أُمَّــةٍ شَـادَتْ مِـنَ الأَمْجَـادِ كُـلَّ كَبِيـرِ تَسْتَافُ أَخْيِلَتِـي رُؤَاكِ مَـعَ النَّـدَى وَأَغُوصُ فِـي أُفُـقٍ إِلَيْـكِ غَزِيـرِ تَتَبَلَّجِيـنَ إِلَـى عُيُونِـيَ كَالضُّحَـى لَمَعَـاتِ صَحْـوٍ أَوْ بُـرُوقَ مَطِيـرِ فِي كُلِّ قُبَّـةِ مَسْجِـدٍ طَافَـتْ بِهَـا بِيضُ الحَمَائِـمِ فِـي جَـلالِ النُّـورِ فِي صَـوْتِ مِئْذَنَـةٍ أَثَـارَ حَنِينَهَـا وَعْدُ الصَّبَاحِ وَصَحْـوَةُ العُصْفُـورِ ! فِي نَكْهَـةِ الزَّيْتُـونِ حِيـنَ أَشُمُّـهُ فِـي زَيْتِـهِ الأَنْقَـى مِـنَ البَلُّـورِ تَحْيَيْنَ فِي رُوحِـي وَبَيْـنَ أَضَالِعِـي وَعَلَى ضِفَافِ مَدَامِعِـي وَسُـرُورِي فِي لُقْمَتِي فِي بَسْمَتِي فِـي عَبْرَتِـي فِـي رِيقِـيَ الـمَـوّارِ بِالتَّعْبِـيـرِ قُدْسَاهُ لَوْ يُجْزِي التُّـرَابُ لَقُلْتُهَـا : كُونِي سَحُورَ حشَاشَتِـي وَفطُـورِي لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَـدْ غَـدَوْتِ ضَحِيَّـةً مَـا بَيْـنَ جَارِحَـةٍ وَعَيْـنِ نُسُـورِ وَأَنَـا بَعِيـدٌ عَـنْ لِقَـاكِ مُكَـبَّـلٌ حَتَّى فَمِي مَا عَادَ فِيـكِ نَصِيـرِي ! لاَ لَنْ يُعِيـدَكِ يَـا حَبِيبَـةُ لِلْحِمَـى شِعْرِي وَلاَ يَشْفِي الجَـوَى مَنْثُـورِي شَـطَّ المَـزَارُ حَبِيبَتِـي وَتَقَهْقَـرَتْ خُضْرُ الدُّرُوبِ وَفِي الرَّمَادِ جُسُورِي ! ظَمَأُ المَخَاوِفِ هَـدَّ صَبْـرَ قَوَافِلِـي فَـأَذَابَ عَزْمَـةَ مُهْجَتِـي وَبَعِيـرِي لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَـدْ غَـدَوْتُ مُجَـرَّدًا إِلاَّ مِـنَ التَّخْـوِيـفِ وَالتَّخْـدِيـرِ لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَـدْ غَـدَوْتُ مُجَـرَّدًا مِنْ سَيْفِ جَدِّي مِنْ صَدَى تَكْبِيرِي ! أَجْثُـو حِيَالَـكِ كَالخِـرَافِ مُنَكِّسًـا رَأْسِي وَهَمِّي : عُشْبَتِـي وَمَصِيـرِي لاَ تَنْظُـرِي لِـي هكَـذَا مَحْبُوبَتِـي ذَنْبِـي لأَنِّـي مُرْغَـمٌ وَعَذِيـرِي : قَوْمِي الَّذِيـنَ تَمَزَّقُـوا شِيَعًـا فَمَـا قَـدِرُوا عَلَـى قَـشٍّ وَلاَ قِطْمِيـرِ ! عَرَبٌ يُكَسِّرُ فِـي رِمَاحِهِـمُ الجَفَـا لَيْسَ الهَـوَانُ مَـعَ الجَفَـا بِكَثِيـرِ هُـمْ قَيَّـدُوكِ وَقَيَّدُونِـيَ خِلْـسَـةً وَرَمَـوْكِ لِلْمَـأْفُـونِ وَالمَسْـعُـورِ قِـرْدٌ وَرَاعِيَـةُ الـسَّـلاَمِ تَحُـفُّـهُ بِالحَـدْبِ وَالتَّمْكِـيـنِ وَالتَّوْقِـيـرِ قِرْدٌ يعربـدُ فـي حمـاكِ وَهَمُّهُـمْ فِي السَّعْـيِ خَلْـفَ مُضَلِّـلٍ سِكِّيـرِ يَدْعُو إِلَـى سِلْـمٍ وَعَيْـنُ جَـرَادِهِ جَوْعَـى إِلَـى الإِفْسَـادِ وَالتَّدْمِيـرِ أَكَلَتْ جَنَى الإِرْهَـابِ فِيـكِ وَخَلَّفَـتْ لَهُـمُ نَـوَى التَّعْرِيـفِ وَالتَّنْكِـيـرِ يَرْنُـونَ لِلنَّصْـرِ القَرِيـبِ بِمُقْـلَـةٍ عَلِقَـتْ بِخُطَّـةِ مُجْـرِمٍ وَحَقِـيـرِ يَحْشُو بِدَعْوَى السِّلْـمِ حُـرَّ أُنُوفِنَـا وَالأَهْـلُ بَيْـنَ مُـجَـدَّلٍ وَأَسِـيـرِ يَدْعُو إِلَـى أَمْـنٍ وَيَنْصـبُ قِـدْرَهُ لِلأقْرَبِيـنَ عَلَـى لَظًـى وَسَعِـيـرِ يَحْثُو تُـرَابَ الـذُّلِّ فَـوْقَ رُؤُسِنَـا وَنَعِيـشُ بَيْـنَ فَـرَزْدَقٍ وَجَرِيـرِ ! يَا قُدْسُ نَصْـرُكِ مِنْـكِ لاَ تَتَلَفَّتِـي لِدُعَـاءِ سِلْـمٍ أَوْ نِــدَاءِ غَـرِيـرِ مُـدِّي يَدَيْـكِ لِصَـامِـدٍ مُتَيَـقِّـظٍ لاَ تُـدْرِكُ الأنـوارَ عَيْـنُ ضَرِيـرِ ! هذي سِبَاعُكِ رغْـمَ كُـلِّ شِبَاكِهِـمْ تَغْـتَـالُ كُــلَّ مُـقَـرَّدٍ خِنْـزِيـرِ اللَّيْـثُ دُونَـكِ لِلـرَّدَى مُتَـوَثِّـبٌ عَشِقَ الشَّهَادَةَ فِـي لَظَـى التَّفْجِيـرِ وَالطِّفْلُ بَيْـنَ يَدَيـكِ شَـبَّ وَرُبَّمَـا رَفَـعَ الأَذَى يَوْمًـا ذِرَاعُ صَغِيـرِ ! مَـلأَ الدُّنَـا عِـزًا وَأَخْـرَسَ فِعْلُـهُ أَصْـوَاتَ كُـلِّ مُـفـوََّهٍ نِحْـرِيـرِ لَـمْ يَكْفِـهِ جَـرْحُ العَـدُوِّ وَإِنَّـمَـا أَهْـدَاهُ كُــلَّ مُغَـنَّـجٍ مِعْطِـيـرِ يَكْفِيـكِ مِـنْ أُمِّ الشَّهِـيـدِ تَجَـلُّـدٌ أَقْـوَى مِـنَ التَنْدِيـدِ وَالتَحْـذِيـرِ تَرْمِِـي إِلَـى يَـمِّ الـرَّدَى فَلَذَاتِهَـا مِنْ أَجْلِ عَيْنِـكِ يَـا أَعَـزَّ عَشِيـرِ أَحْلَى مِـنَ الحِنَّـاءِ يَـوْمَ زِفَافِهَـا دَمُهُ وَأَزْكَـى مِـنْ شـذًى وعَبِيـرِ يَا قُدْسُ حَسْبُكِ أَنْ غَدَوْتِ - كَرَامَـةً - مَسْـرَىً لِخَيْـرِ مُبَشِّـرٍ وَنَذِيـرِ فَتَفَاءَلِـي بِالخَـيْـرِ لاَ تَتَسَـرَّعِـي لِعِنَـاقِ حُلْـمٍ بَـاتَ غَيْـرَ عَسِيـرِ وَالَّليْلَـةُ الظَّلْمَـاءُ أَجْمَـلُ رُبَّـمَـا مِنْ وَجْـهِ صُبْـحٍ شَـاهَ بِالتَّكْدِيـرِ سِيرِي عَلَى اسْمِ اللهِ مَا أَغْلَى خُطًـا سَارَتْ لأَجْـلِ اللهِ خَيْـرَ مَسِيـرِ !! وَتَرَقَّبِي النصرَ المـؤزَّر وَاصْبِـرِي مَا نَالَ شَـارِدَةَ المُنَـى كَصَبُـورِ !!
* أذيعت هذه القصيدة في قناة دليل الفضائية قبل يومين في برنامج ( من أجل غزة ) المباشر . | |
|