منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكرم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ايمن عتابي

ايمن عتابي


عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 13/03/2010
العمر : 40
الموقع : www.aymanattaby.ahlamontada.com

الكرم Empty
مُساهمةموضوع: الكرم   الكرم I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 21, 2010 8:46 pm

" أجود الناس " هكذا عبّر ابن عبّاس رضي الله عنه عن شخصيّة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، لتكون كلماته تلك شاهدةً على


مدى كرمه – عليه الصلاة والسلام - وجوده ، ولا عجب في ذلك ، فقد كانت تلك الخصلة خُلقاً أصيلاً جُبِل عليه ، ثم ازداد رسوخاً من خلال البيئة العربية


التي نشأ فيها وتربّى في أحضانها ، والشهيرة بألوان الجود والعطاء .


وتبيّن لنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تحلّيه –صلى الله عليه وسلم - بهذه الخصلة قبل بعثته بقولها الشهير : "إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلّ ،


وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف"، وكلها صفات تحمل في طيّاتها معاني الكرم والجود .


وعندما نستنطق ذاكرة الأيام ستحكي لنا عن جوانب العظمة في كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - ، يستوي في ذلك عنده حالة الفقر والغنى ،


وهذا البذل والعطاء كان يتضاعف في مواسم الخير والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي - صلى


الله عليه وسلم - أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ... فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه .


ولقد نال النبي – صلى الله عليه وسلم – أعظم المنازل وأشرفها في صفوف أهل الكرم والجود ؛ فلم يكن يردّ سائلاً أو محتاجاً ، وكان يُعطي بسخاءٍ قلّ


أن يُوجد مثله ، وقد عبّر أحد الأعراب عن ذلك حينما ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فرأى قطيعاً من الأغنام ملأت وادياً بأكمله ، فطمع في


كرم النبي – صلى الله عليه وسلم – فسأله أن يعطيه كلّ ما في الوادي ، فأعطاه إياه ، فعاد الرجل مستبشراً إلى قومه ، وقال : "يا قوم ! أسلموا ؛


فوالله إن محمدا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر" رواه مسلم .


وكان لمثل هذه المواقف أثرٌ بالغٌ في نفوس الأعراب ، الذين كانوا يأتون إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قاصدين بادئ الأمر العودة بالشاة والبعير ،


والدينار والدرهم ، فسرعان ما تنشرح صدورهم لقبول الإسلام والتمسّك به ، ولذلك يقول أنس رضي الله عنه معلّقاً على الموقف السابق : "إن كان


الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا ، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها" .


وكثيراً ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يمنح العطايا يتألّف بها قلوب المسلمين الجدد ، ففي غزوة حنين أعطى كلاًّ من عيينة بن حصن والأقرع


بن حابس والعباس بن مرداس وأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية رضي الله عنهم عدداً كبيراً من الإبل ، وعند عودته – عليه الصلاة والسلام – من


تلك الغزوة تبعه بعض الأعراب يسألونه ، فقال لهم : ( أتخشون عليّ البخل ؟ فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نَعَماً – أي : أنعام - لقسمته بينكم ،


ثم لا لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً ) رواه أحمد .


ومن المواقف الدالة على كرمه – صلى الله عليه وسلم – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : " أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال من البحرين


، فقال : "انثروه في المسجد "، وكان أكثر مال أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم


يلتفت إليه ، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه ، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه ، وما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثمّ منها درهم " رواه البخاري .



وعنه رضي الله عنه قال : "كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُرد –أي: رداء - نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجذبه جذبه


شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أثّرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال له : مُر لي من مال الله الذي

عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء" متفق عليه .

وربما أحسّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بحاجة أحدٍ من أصحابه وعرف ذلك في وجهه ، فيوصل إليه العطاء بطريقة لا تجرح مشاعره ، ولا تُوقعه في


الإحراج ، كما فعل مع جابر بن عبدالله رضي الله عنه حينما كانا عائدين من أحد الأسفار ، وقد علم النبي – صلى الله عليه وسلم – بزواج جابر رضي


الله عنه ، فعرض عليه أن يشتري منه بعيره بأربعة دنانير ، ولما قدم المدينة أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بلالا أن يعيد الدنانير إلى جابر ويزيده ،


وأن يردّ عليه بعيره ، متفق عليه .


ومرةً رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في وجه أبي هريرة رضي الله عنه الجوع ، فتبسّم ودعاه إلى إناء فيه لبن ، ثم أمره أن يشرب منه ، فشرب


حتى ارتوى ، وظلّ النبي – صلى الله عليه وسلم – يعيد له الإناء حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه : "والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا" رواه

البخاري .


وقد ألقت سحائب جود النبي – صلى الله عليه وسلم – بظلالها على كلّ من حوله ، حتى شملت أعداءه ، فحينما مات رأس المنافقين عبدالله بن أبيّ


بن سلول ، جاء ولده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : "يا رسول الله أعطني قميصك أكفّنه فيه ، وصلّ عليه واستغفر له" ، فأعطاه النبي

صلى الله عليه وسلم قميصه ، رواه البخاري .



وعلى مثل هذا الخلق النبيل كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يربّي أصحابه ، فقد قال لأحد أصحابه يوما :" أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا" رواه

أبو يعلى في مسنده .


وهكذا كان سخاؤه – صلى الله عليه وسلم – برهانا على شرفه ، وعلو مكانته ، وأصالة معدنه ، وطهارة نفسه ، وصدق الشاعر إذ يقول :

هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله

تـراه إذا ما جئتـه متهـللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله


عدل سابقا من قبل ايمن عتابي في الخميس أبريل 29, 2010 8:38 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aymanattaby.ahlamontada.com
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

الكرم Empty
مُساهمةموضوع: بارك الله تعالى فيك   الكرم I_icon_minitimeالخميس أبريل 29, 2010 3:41 am

الأخ الكريم / أيمن

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ،

لا أملك إلا أن أقول : بارك الله سبحانه وتعالى فيك ونفع بك ورزقك خيرا .

مع أطيب تحاياي

أحمد جاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
ايمن عتابي

ايمن عتابي


عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 13/03/2010
العمر : 40
الموقع : www.aymanattaby.ahlamontada.com

الكرم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكرم   الكرم I_icon_minitimeالخميس أبريل 29, 2010 8:42 am

اشكرك يادكتور علي مرورك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aymanattaby.ahlamontada.com
 
الكرم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: من أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: