د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: نوادر عثمانية الخميس يوليو 03, 2008 8:12 am | |
| نوادر عثمانية ححكي أن محمد بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بالزغبي المتوفى سنة 978هـ ، دخل مرة على بعض القضاة بدمشق فقال : السلام عليكم يا قاضي الشياطين.
فغضب منه القاضي ، فقال له : لا تغضب واصبر حتى أبين لك إذا كان لأحد عندي حق فدفعته إليه ولم أظلمه منه شيئاً أو كان لي عند أحد حق فأعطاني حقي أترانا نجيء إليك ؟ حتى إذا أراد أحدنا أن يظلم الآخر أو جحد شيئاً من حقه أو استطال عليه جئنا إليك، فأنت لست بقاضي المحقين وإنما أنت قاضي المبطلين والشياطين. فسري عن القاضي وانبسط معه.
المختار المصون من أعلام القرون ، للدكتور محمد موسى الشريف 2/812. جاء في الكواكب السائرة في ترجمة الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن سعيد ، الشيخ محييالدين الحلبي الشافعي المشهور بابن سعيد ، والمتوفى سنة أربع وثلاثين وتسعمائة بحلب :
قال ابن الحنبلي : وتعاظم على الشيخ علاء الدين الموصلي ، فبلغهأنه صحّف كلمة يشُبه – بضم الشين - في المنهاج الفرعي من الشَوب وهو الخلط بلفظةيُشًبه من الشَبَه ، وحمل ما ذكره الشيخ البيضاوي في قوله تعالى : ( فسحقاً لأصحابالسعير) من قراءة التثقيل على تشديد القاف مع ضم الحاء ، مع أن المراد بها مجرد ضمالحاء من غير تشديد القاف ، فهجاه بقوله :
يا سائلي عن جهول ** يتيه فيالجهل حمقالم يدر بين يشُبـــــه ** وبين يُشًبه فرقــــــــاوخالف اللهفيمــــــا ** أبداه في الذكر حقـــاوقال فيه سحُقّــــــاً ** سحقاً له ثمسحقـــاالمختار المصون من أعلام القرون ، للدكتور محمد موسى الشريف (2/786). جاء في الكواكب السائرة في ترجمة الشيخ علاء الدين علي بن يوسف بن أحمد العالمالعلامة الفناريَ الحنفي المتوفى سنة ثلاث وتسعمائة.
ومن لطائفه أنه كانيوماً وجماعة ينتظرون الإفطار في رمضان ، وكان يوماً شديد الحر ، فاستبطأوا المغربفقال : الشمس أيضاً لا تقدر على الحركة من شدة الحر.
المختار المصون منأعلام القرون ، للدكتور محمد موسى الشريف ،(2/739). قال الشيخ حسن بن علي السيوفي الحلبي المتوفى سنة 925 - في مؤذن اسمه قاسم ولم يكنحسن الصوت:
إذا ما صاح قاسم في المنار ** بصوت منكر شبه الحمارفكمسـبـــابةٍ في كل أذن ** وكم سبــابة في كل دارالمختار المصون من أعلامالقرون (2/707) علم السلطان (سليم الأول) أن الأقليات غير المسلمة الموجودة في (اسطنبول) من الأرمن والروم واليهود ، بدأت تتسبب في بعض المشاكل للدولة العثمانية، وفي إثارة بعض القلاقل ، فغضب لذلك غضباً شديداً ، وأعطى قراراه بأن على هذهالأقليات غير المسلمة اعتناق الدين الإسلامي ، ومن يرفض ذلك ضربعنقه.
وبلغ هذا الخبر شيخ الإسلام ( زمبيلي علي مالي أفندي) ، وكانمن كبار علماء عصره ، فساءه ذلك جداً ، ذلك لأن إكراه غير المسلمين على اعتناقالإسلام يخالف تعاليم الإسلام ، الذي يرفع شعار { لا إكراه في الدين }. ولا يجوز أنيخالف أحد هذه القاعدة الشرعية ، وإن كان السلطان نفسه.
ولكن من يستطيع أنيقف أمام هذا السلطان ، الذي يرتجف أمامه الجميع ؟ من يستطيع أن يقف أمام هذاالسلطان ، ذي الطبع الحاد فيبلغه بأن ما يفعله ليس صحيحاً ، وأنه لا يوافق الدينالإسلامي ويعد حراساً في شرعه ؟ليس من أحد سواه يستطيع ذلك ، فهو الذي يشغلمنصب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية ، وعليه تقع مهمة إزالة هذا المنكر الذي يوشكأن يقع.
لبس جبته وتوجه إلى قصر السلطان ، واستأذن في الدخول عليه ، فأذن له، فقال للسلطان : سمعت أيها السلطان أنك تريد أن تكره جميع الأقليات غير المسلمةعلى اعتناق الدين الإسلامي.
كان السلطان لا يزال محتداً فقال: أجل .. إن ماسمعته صحيح .. وماذا في ذلك ؟لم يكن شيخ الإسلام من الذين يترددون عن قولهالحق : أيها السلطان إن هذا مخالف للشرع ، إذ لا إكراه في الدين ، ثم إن جدكم (محمدالفاتح) عندما فتح مدينة (اسطنبول) اتبع الشرع الإسلامي فلم يكره أحداً على اعتناقالإسلام ، بل أعطي للجميع حرية العقيدة ، فعليك باتباع الشرع الحنيف ، واتباع عهدجدكم (محمد الفاتح).
قال السلطان سليم وحدته تتصاعد : يا علي أفندي … ياعلي أفندي : لقد بدأت تتدخل في أمور الدولة … ألا تخبرني إلى متى سينتهي تدخلك هذا؟
- إنني أيها السلطان أقوم بوظيفتي في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ،وليس لي من غرض آخر ، وإذا لم ينته أجلي ، فلن يستطيع أحد أن يسلبني روحي.
- دع هذه الأمور لي يا شيخ الإسلام.
- كلا أيها السلطان … إن منواجبي أن أرعى شؤون آخرتك أيضاً ، وأن أجنبك كل ما يفسد حياتك الأخروية ، وإناضطررت إلى سلوك طريق آخر.
- ماذا تعني ؟
- سأضطر إلى إصدار فتوىبخلعك أيها السلطان ، بسبب مخالفتك للشرع الحنيف إن أقدمت على هذاالأمر.
وأذعن السلطان (سليم) لرغبة شيخ الإسلام ، فقد كان يحترم العلماء ،ويجلهم ، وبقيت الأقليات غير المسلمة حرة في عقائدها ، وفي عباداتها ، وفي محاكمها، ولم يمد أحد أصبع سوء إليهم.
روائع من التاريخ العثماني ،لأورخان محمد علي ، ص57 كان من عادة السلطان ( بايزيد الثاني) أن يجمع في قارورة ماعلق بثيابه من غبار ، وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله.
وفي إحدى المرات عندما كان السلطان يقوم بجمع هذا الغبار من على ملابسهلوضعه في القارورة ، قالت له زوجته (كولبهار): أرجو أن تسمح لي يا مولايبسؤال.
- اسألي يا (كولبهار).
- لم تفعل هذا مولاي ؟ وما فائدة هذاالغبار الذي تجمعه في هذه القارورة ؟
- إنني سأوصي يا (كولبهار) بعمل طابوقةمن هذا الغبار ، وأن توضع تحت رأسي في قبري عند وفاتي … ألا تعلمين يا (كولبهار) أنالله سيصون من النار يوم القيامة جسد من جاهد في سبيله ؟
- ونفذت فعلاًوصيته ، إذ عمل من هذا الغبار المتجمع في تلك القارورة … غبار الجهاد في سبيل الله … عمل منه طابوقة ، وضعت تحت رأس هذا السلطان الورع عندما توفي سنة 1512م … وقبرهموجود حتى الآن بجانب الجامع الذي بناه (جامع بايزيد) ، رحمه الله تعالى.
| |
|