د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: عمر بن كلثوم الخميس يوليو 03, 2008 8:50 am | |
| عمــرو بن كلثــوم
هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر... من قبيلة تغلب التى اشتهرت في جاهليتها بحروبها مع قبيلة بكر منذ عصر ما قبل التاريخ الأدبي. وبعدها استمرت تغلب في ممارسة قوتها عبر أيامها الطوال مع القبائل من حولها، ومع تواصل خصومتها الطويلة مع قبيلة بكر، والتى كانت حرب البسوس أثرا من آثارها الكبرى، وكذلك كان احتكام عمرو بن كلثوم وقومه لدى عمرو بن هند – أمير الحيرة - في مواجهة قبيلة بكر في إحدى فترات الخصومة الدامية بين القبيلتين. أمُّه ليلى بنت مهلهل أخى كليب بن ربيعة ، وأمها بنت أخى فاطمة بنت ربيعة التى هى أم امرئ القيس – الشاعر المشهور- وبينهما هذا النسب الذي يكشف طبيعة العلاقة التاريخية بين الشاعرين من حيث الانتماء وصلات القرابة. عاصر عمرو بن كلثوم عمرو بن هند ملك الحيرة ( 544- 568م)، وكانت هند – أيضا- عمة امرىء القيس بن حجر، بما يكشف أيضا طبيعة العلاقة التاريخية بين السيدين. أدرجه ابن سلام الجمحي في طبقاته ضمن شعراء الطبقة السادسة من الجاهليين، على الرغم من ندرة الإنتاج الشعري المنسوب إليه، ولكن القيمة الفنية لشعره ظلت دالة على استحقاقه سيدا بين قومه، وعلى منزلته المرموقة بين شعراء المرحلة. حاول الدكتور طه حسين التشكيك في الشاعر وفي نسبة شعره إليه، في ظل نظرية "الانتحال" التى أثارها حول العصر وإبداعاته – بعامة - حتى اعتبر معلقته من تهاويم القصاص من باب المفاخرة والمباهاة بما يلفها من صور الإسراف والغلو.. ولعلّ الأمر قد حُسم في تأكيد صحة نسبة الشعر إلى الشاعر عبر كثير من الدراسات التى تبنت تصحيح المسار، ومع مثرة الردود المنهجية على القائلين بنظرية الانتحال.
ولعل أشهر شعر عمرو ما ابدعه في معلقته التى عُرفت بطُولها وتميُّزها لا سيما من خلال هيمنة ضمير الجماعة على كل أبياتها وجل مفرداتها، كما عُرفت المعلقة بخصوصية أسباب نظمها، وعلى أرجح الروايات كانت بسبب إباء الضيم من جانب عمرو بن كلثوم حين قدم من الجزيرة إلى الحيرة في نفر من قومه "تغلب"، وفيهن ليلى بنت مهلهل إحدى ظعائن الرحلة التى وصلت رواق عمر بن هند بين الحيرة والفرات، حيث دخل عمرو بن كلثوم في رواق ابن هند، ودخلت هند وليلى في قبة من جانب الرواق، ( ومن الواضح أن ثمة نسبا – أشرنا إليه - بين هند عمة امرىء القيس وبين أمه ليلى التى ينتهى نسبها أيضا إلى قرابة مع امرىء القيس)، ثم تتواصل القصة حول طلب هند من ليلى لأن تناولها إناء فأبت، وأعادت عليها الطلب وألحَّت حتى صاحت ليلى: واذلاه! يالتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه، ووثب إلى سيف لعمرو بن هند كان معلقا بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بنى تغلب فنهبوا ما في الرواق، وساقوا غنائمهم عائدين نحو الجزيرة .
وسواء صدقت الأخبار حول الشاعر وأمه وخصمه وقومه – أو صدق بعضها- أو بالغت في جانب في جانب فتظل مؤشرا حول ملامح المرحلة وطبيعة البيئة، ومستوى المرويات الشعرية والأنظمة القبلية التى أثارت سخط بنى بكر ضد بنى تغلب حتى قال أحد شعرائها متندراً بهم وبشعرائهم :
ألهى بنى تغلب عن كل مكرمة . . قصيدة قالها عمرو بن كلثوم. يروونها أبـدا مذ كان أولهـم . . ياللرجال لشعر غير مسـؤوم.
يظل مؤشر نسبه ضاربا في عمق الزمن منذ تاريخ جده المهلهل أخى كليب ( الزير سالم)، والذي ضرب به المثل في العزة والسيادة، وهو – أي المهلهل- صاحب سيرة شعبية لها طابع جماهيرى ملحمى بطولي شهد امتداده مع مولد البطل – عمرو- في قومه حتى ساد بينهم منذ سن مبكرة، حيث نبغ في الشعر والفروسية، ونظم المعلقة التى مثلت أبرز صور إبداعه، بما تعكسه من مبالغات لا إنسانية، وخيال واهم – أحيانا- وشخصيات شبه ملحمية – في بعضها- تغلب عليها الصور الأسطورية.
وشعر عمر المتبقي في المصادر قليل بالقياس إلى غيره من شعراء الجاهلية، فإلى جانب النونية ( المعلقة) اقتصر الرواة على بعض أبيات ومقطعات متفرقة في كتب الاختيارات، إلى جانب ديوانه الصغير الذي نشره كرنكو في مجلة المشرق (1922)، ولعله – أى عمرو- وضع صورة واضحة لمفهوم الجاهلية من حيث ارتهانه بصور البطش والحمق والطيش والسفه والخرق والعنف في تهديده المشهور بين أبيات المعلقة أو في ختامها: ألا لا يجهلن أحد علينا . . فنجهل فوق جهل الجاهلينا | |
|
محمد محمود
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: عمر بن كلثوم الخميس ديسمبر 25, 2008 12:52 pm | |
| | |
|