منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديوان سقط الزند للمعري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

ديوان سقط الزند للمعري Empty
مُساهمةموضوع: ديوان سقط الزند للمعري   ديوان سقط الزند للمعري I_icon_minitimeالجمعة يونيو 27, 2008 10:19 am

سقط الزند ديوان نظمه أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، المعروف بأبي العلاء المَعَرِّيّ 449 هـ = 1057 م .
وسقط الزند هو ديوانه الشعري الذي أبدعه في مطلع حياته قبل رحيله إلى بغداد ، و ( سقط ) مثلثة السين هي ما سقط من النار عند القدح ، و( الزند ) بفتح الزاي وسكون النون : هو العود الذي يقدح به النار أي : المتطاير منه ، والكلام على التشبيه أي : أي قصائده كالشرر المتطاير .


وقد قيل في التعليل لهذه التسمية : إنه شبه شعره بالنار ، وطبعه بالزند الذي يقدح به النار ، وجعله سقطا لأنه أول ما يخرج من الزند ، وهذا الشعر أول ما سمح به طبعه ، وهو في ريق شبابه .

وقد أبدعه وهو ما زال في شرخ الشباب ، إبان كان في حيرة من أمره ، شكا في سلوكه ، وعقيدته ؛ وبسب كثير من أشعار هذا الديوان اختلف الناس حول عقيدته ، وانقسموا فريقين ، وأخذ كل فريق سلاحه من الديوان يهاجم به ، أو به يدافع . ولا شك أن القارئ لهذا الديوان يدور في حلقة مفرغة حول عقيدته ، ليس إلى رأي ثابت فيها من سبيل .

ويظهر لقارئ ديوان سقط الزند غرام أبي العلاء بالغريب ، والشاذ من التراكيب ، والتصنع لألفاظ الثقافات المختلفة ، والتغني بالفيافي والقفار ، والحكم والأمثال ، والفخر بنفسه ، واعتداده بذاته ، وذم الدهر ، والشكوى من الزمان ، والعناية الفائقة بالمحسنات البديعية ولاسيما الجناس ، كما تبدو ـ أيضا ـ براعة أبي العلاء في وصف الماديات ، وتجسيد المعنويات بصور كلية وجزئية بارعة ، فقد وصف الليل والسرى ، والنجوم والكواكب والأفلاك والأبراج وسواها بأوصاف تنم عن ثقافة واسعة ، وقدرة كبيرة على صوغ أدق المعاني في صور بيانية وبديعية تستحق التأني وإمعان النظر . ومن الأمثلة على ذلك قصيدته :

عللاني فإن بيض الأماني فنيت والظلام ليس بفان .

إن تناسيتما وداد أناس فاجعلاني من بعض منتذكراني.

رب ليل كأنه الصبح في الحســـــــــــن وإن كان أسود الطيلسان.

قد ركضنا فيه إلى اللهو لما وقف النجم وقفة الحيران .

كم أردنا ذاك الزمان بمدح فشغلنا بذم هذا الزمان .

فكأني ما قلت والبدر طفل وشباب الظلماء في العنفوان .

ليلتي هذه عروس من الزنــــــــــــــــــج عليها قلائد من جمان .

هرب النوم عن جفوني فيها هرب الأمن من فؤاد الجبان.

وكأن الهلال يهوى الثريا فهما للوداع معتنقان .

ثم يقول :

سهيل كوجنة الحب في اللو ن وقلب المحب في الخفقان.

مستبدا كأن الفتارس المعـــــــــــــــــــــلم يبدو معارض الفرسان .

يسرع اللمح في احمرار كما تســــــــــرع في اللمح مقلة الغضبان .

ضرجته دما سيوف الأعادي فبكت رحمة له الشعريان .

قدماه وراءه وهو في العجــــــــــــــــــز كساع ليست له قدمان .

هذه الأبيات من إحدى قصائد الديوان التي بدأها بشكوى الزمان ، والترحم على ماض جميل ، ملئ بالأنس ، مفعم بأسباب النعيم والمتعة ، وقد هم بمدح هذا الزمان ، ولكن حال بينه وبين ذلك ما يقاسيه من متاعب وهموم في عصره ، الذي يحياه ، وقد شبه الليالي وما فيها من نجوم وظلام بعروس زنجية ، ازدانت بعقود الجمان المرصعة ، ويستثمر ذكره الليل ليظهر براعته الفائقة في فن الوصف واستثمار ما لديه من محصول لغوي واسع ، وثقافة فلكية كبيرة ، فيذكر النجوم وأسماءها وصفاتها وأوقات طلوعها ، وساعات أفولها ، والأفلاك التي تدور فيها ، وعلاقة بعضها ببعض ، فيبين أن الهلال ( المذكر ) يتقابل مع الثريا ( المؤنسة ) مرة واحدة كل عام ، لذلك يجعل لقاءهما عناقا بين عاشقة حسناء ومحب ولهان .

ثم يصف النجوم ، وما تدور فيه من أفلاك ، ويفرد نجما بذاته من بينها وهو ( سهيل ) الذي يميل لونه إلى الإحمرار ، ويبدو دائم الاهتزاز فيشبهه في حمرة لونه بوجه الحبيب ، ويشبه ارتعاشه بخفقان قلب المحب ، ووقوفه وحيدا في موقعه بالفارس المستعد لمجابهة الأعداء ، ويجعله موغر الصدر ، مغتاظا ، حتى بدا ذلك من حمرة عينيه وسرعة نظراته ، ويظهر مدرجا بالدماء من سيوف الأعداء حتى بكت لذاك (الشعريان ) ، ثم يضيف أبو العلاء إلى سهيل وصفا آخر ، إذ يصفه بالعجز عن الحركة مع وجود قدمين له ، وهما نجمان يظهران تحته كأنهما قدمان له . ويعد هذا وصفا دقيقا للنجوم قلما نجده في ديوان غير هذا الديوان .

وقد طبع هذا الديوان عدة طبعات منها :

طبعة مطبعة ( هندية ) سنة 1391هـ ـــ 1901م . وقد حملت هذه الطبعة عنوان سقط الزند وهي عبارة عن كتاب واحد ضم أربعة وثلاثمائة وثلاثة آلاف بيتا من الشعر دون شرح أو ترتيب زمني أو ترتيب للقوافي أو بيان للأغراض .

طبعة المطبعة التجارية الكبرى سنة 1358هـ وقد حملت عنوانا هو شرح التنوير على سقط الزند وجاءت في مجلد واحد من جزأين مشروحة بيتا بيتا .

طبعة أخرى بالعنوان السابق ولكنها في جزأين منفصلين للمؤلف نفسه والمطبعة نفسها .

وقد جاء سقط الزند في طبعته الأولى في قصائد ومقطوعات ، أما القصائد فعددها 81 قصيدة تتفاوت طولا وقصرا وكان أكثر عدد الأبيات في قصيدة واحدة 81 بيتا وكان من نصيب أول قصائد الديوان ، ومطلعها :

أ عن وجد القلاص كشفت حالا ومن عند الظلام طلبت مالا.

وكان أقل عدد من الأبيات في قصيدة واحدة هو ثمانية أبيات وقد تكرر ذلك أربع مرات في الديوان .وأما المقطوعات فعددها 35 مقطوعة يتراوح عدد أبياته كل منها بين بيتين وستة أبيات .

وقد عني بالديوان بعض من جاء بعد ذلك سواء بالشرح أو التحقيق من ذلك تحقيق مصطفى السقا وآخرين للديوان وشرح ما غمض من مفرداته ، وسوى ذلك كثير ممن تناولوا شعر أبي العلاء وكتبه من أدباء أمثال د/ عائشة عبد الرحمن في كتبها عنه ، والدكتور / السعيد عباد ة في رسالته لنيل درجة الدكتوراة وعنوانها أبو العلاء الناقد الأدبي ـ مخطوط في كلية اللغة العربية بالقاهرة .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
ديوان سقط الزند للمعري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الثقافة الإسلامية-
انتقل الى: