د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: السلوك لمعرفة دول الملوك الأربعاء يوليو 09, 2008 12:12 pm | |
| قرأت لك السلوك لمعرفة دول الملوك كتاب ألفه أبو العباس تقي الدين أحمد بن على بن عبد القادر المعروف بالمقريزي المتوفى سنة (845هـ/1442م), شيخ مؤرخي مصر في عصر دولة المماليك . وكتاب السلوك الحلقة الأخيرة من سلسلة المؤلفات التي بدأها المقريزي في تسجيل تاريخ مصر فبدأت بكتاب " عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط " وهو تاريخ لمصر منذ الفتح الإسلامي حتى قيام الدولة الفاطمية , ثم تلا ذلك كتاب اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا, ثم كتب بعد ذلك كتاب"السلوك لمعرفة دول الملوك" الذي يتناول تاريخ الدولة الأيوبية ودولة المماليك , ويعبر عن ذلك في مقدمة الكتاب بقوله " أحببت أن أصل ذلك بذكر من ملك مصر بعدهم ( أي الفاطميين ) من الملوك الأيوبية والسلاطين المماليك التركية والجركسية , في كتاب يحصر أخبارهم الشائعة ويستقصى أعلامهم الذائعة ويحوى أكثر ما في أيامهم من الحوادث ,غير معتنٍ فيه بالتراجم والوفيات , وسلكت فيه التوسط بيين الإكثار الممل والاختصار المخل" وقد قسم المقريزي كتابه إلى أربعة أجزاء : بدأ الجزء الأول من عام (568 ـ 703هـ = 1172 ـ 1303م) وقد بدأه بمقدمة موجزة عن تاريخ الأمم قبل الإسلام ومعتقداتهم ثم انتقل إلى التأريخ للإسلام منذ بعثة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم " ـ في إيجاز شديد ـ حتى زوال الخلافة العباسية من بغداد عام(656هـ/1258م)على أيدي التتار , واستطاع المقريزي بمهارته أن يوجز كل ذلك في صفحات قليلة. ثم عرج للتأريخ لدولة بنى بويه ثم الدولة السلجوقية وكان التأريخ لهما بمثابة تمهيد للتأريخ للدولة الأيوبية الذي أخذ يتوسع في التأريخ لها بعض الشيء وابتدأها بترجمة لمؤسسها صلاح الدين الأيوبي . ثم انتقل المقريزي إلى استخدام المنهج الحولي في تأريخه وابتدأ يؤرخ للدولة الأيوبية بهذا المنهج عام (568هـ/1172م) فدون حوادث كل عام في فصل مستقل يحمل عنوان ذلك العام. وكان يذكر الحوادث المهمة حسب تسلسلها التاريخي ولم يذكر في بعض السنوات الأولى الشهور والأيام التي وقعت فيها هذه الحوادث وأيضا تجاهل ذكر وفياتها أو يذكرها بإيجاز شديد , وكانت الأحداث في السنوات الأولى قليلة إلى حد ما ثم أخذت تنمو نموا تدريجيا حتى إذا ما وصل المقريزي إلى نهاية الدولة الأيوبية وضحت معالم منهج المقريزي فأخذ يذكر الحوادث المهمة بكل دقة ويذكر الشهر واليوم والوقت التي وقعت فيها،وتأريخ المقريزي للدولة الأيوبية قد استغرق نصف الجزء الأول تقريبا ثم أكمل هذا الجزء بتأريخه للدولة المملوكية حتى عام (703هـ/1303م). أما الجزء الثاني فبدأه من عام(704هـ:755هـ=1304 :1354م) وفى هذا الجزء أخذ المقريزي في تكثيف مادته التاريخية الخاصة بمصر والشام وذكر الحوادث المهمة التي وقعت في البلاد المجاورة كمكة والمدينة وبلاد النوبة، واهتم بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والدينية والمناخية وحرص على ذكر وفيات كل عام بعض التفصيل عن الجزء الأول. أما الجزء الثالث فقد استكمل فيه حوادث عام (755هـ: 808هـ= 1354 :1405م)والجزء الرابع من عام(808: 844هـ=1405: 1440م)، ويختلف أسلوب المقريزي في هذين الجزأين ؛ لأنه كان معاصرا للأحداث وشاهد عيان لها يعتمد فيما يكتب على المشاهدة والعيان ، الأمر الذي جعل لهذين الجزأين صفة الجدة والابتكار , ولذا يذكر المقريزي فيهما بعض العبارات التي تدل على مشاركته في بعض الأحداث التي يسردها ، ولذا أصبحا مصدرا أصيلا اعتمد عليهما من جاء بعده من المؤرخين مثل أبى المحاسن وغيره ، وكذلك الباحثون في العصر الحديث. ويتميز المقريزي في كتابه ـ كما هو الشأن في كتبه الأخرى بأمانة العرض ، والبعد عن الميل والهوى ، والقدرة على التجرد ، والرغبة في تقصى الحقائق ومعرفة أسباب الظواهر والعلل ، والبعد عن الإسراف في الاستطراد وعدم مداهنة الحكام. د / أحمد أحمد جاد [b] | |
|