منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى Empty
مُساهمةموضوع: لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى   لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2008 5:41 am


لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى

كتاب لنجم الدين محمد بن بدر الدين محمد بن رضي الدين محمد الغزي الدمشقي الشافعي " ( ) ، أحد كبار علماء القرن العاشر والحادي عشر الهجريين ، ولد نجم الدين في دمشق سنة ( 977هـ = 1570م ) ، وبها تعلم على كبار علماء عصره ، وبرع في علوم الدين وعلوم اللغة العربية ، والأصول والفرائض ، والتفسير، وعلم الحديث وبه اشتهر ؛ حتى لقبه المؤرخون بـ «حافظ العصر، وحافظ الشام ، وخاتمة حفاظ الشام » .
وثقافته الموسوعية ، جعلته يبرع في كثير من الفنون ، ويؤلف في كل منها ، ففي مجال الرحلات : كتاب " العقد المنظوم في الرحلة إلى الروم "( ) ، ورسالة في رحلة النجم إلى بعلبك سنة ( 1033هـ )". وله في علم الحديث الشريف عدة كتب ، منها :" إتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن " ، وهو كتاب يشتمل على الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة والموضوعة ، مع بيان درجة صحة كل حديث منها ( ) . وله عدة مجالس في تفسير القرآن الكريم ، منها : مجالس في تفسير سورة الإسراء أملاها سنة ( 998 هـ ) ، ومجالس في التفسير إلى آخر سورة طه ، أملاها ما بين سنتي 999 ـ 1000 هـ ) ( ) . وله عدة كتب في الفقه ، منها : " تحفة الطلاب " ، و" تحفة النظام في تكبيرة الإحرام " ، و" الدرة المنيرة فـي شروط التكبيرة " ، و" رسالة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " ، و" شرح منظومة خصائص الجمعة " ( ) .
ومن كتبه في علم اللغة العربية : " التحفة في النحو " وقد ألفه سنة ( 994 هـ ) ، وكتاب " الحلة البهية في نظم الأجرومية " ، و" المنحة النجمية فى شرح اللمحة البدرية ، وهو منظومة في أربعة آلاف بيت ، شرح فيها منظومة والده بدر الدين الغزي في النحو ، وغيرها ( ).
وله عدة مؤلفات في الأدب والأخلاق والحكم والنصائح والزهد والشعر ، منها : " تحبير العبارات في تحرير الإمارات " ، و" التحفة الندية في شرح اللامية الوردية المسماة بـنصيحة الإخوان ، وقد فرغ من تأليفه سنة ( 1049 هـ ) ، و" حسن التنبيه لما ورد في التشبيه "( ) ، أو " التنبيه في التشبيه " ( ) ، ومنها " النجوم الزواهر ، بشرح جواهر الذخائر " شرح فيه أرجوزة والده في الكبائر والصغائر( ) .
وله في علم الرجال والتاريخ : كتابى «الكواكب السائرة بمناقب أعيان المائة العاشرة " ، وكتاب " لطف السمر وقطف الثمر » ، وكتاب " بلغة الواجد في ترجمة شيخ الإسلام الوالد " .
ويذكر نجم الدين الغزي السبب في تأليف هذه المصنفات ، في كتابه «الكواكب السائرة بمناقب أعيان المائة العاشرة " فيقول : " وإني طالما كنت أتشوق إلى تأليف كتاب يجمع تراجم المتأخرين من أهل المائة العاشرة ، من العلماء الأنجاب ، فلم أجد من تعرض لهذا المعنى ، أو دخل في هذا الباب "( ) . ويذكر سبب تأليفه لكتاب" لطف السمر وقطف الثمر " ، فيقول :" فهذا ذيلٌ على كتابي المسمى بالكواكب السائرة بمناقب أعيان المائة العاشرة ، ألفته لتمام سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف ، وهى السنة التي جاءت بكل عجاب ، وكانت طبقة الأعيان المندرجين فيها رابعة لطبقات ذلك الكتاب ، فخطر لي أن أبادر مرور الزمان ، بتقييد تراجم تلك الأعيان ، في كتاب سميته " لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر " ( ) .
وقد جمع نجم الدين الغزى في كتابيه بين أسلوب الطبقات والسير بالطريقة المعجمية فى ترتيب التراجم ضمن كل طبقة ، وجعل مدة كل طبقة ثلاثًا وثلاثين سنة ؛ وهذا مما يسهل عليه تحديد الحقبة الزمنية بشكل تقريبى لتراجم الشخصيات التي لم يصل إلى تاريخ وفاتها ، في ذكرها ضمن الطبقة التي من الممكن أن تكون قد توفيت فيها ( ) .
وقد ترجم " نجم الدين الغزي " في كتابه هذا للأعيان الذين كانت وفياتهـم ما بين سنتي ( 1001ـ 1033هـ ) ، ولم يقصره على أعيان منطقة بعينها ، بل ترجم لكثير من الدمشقيين ، والروميين ، والبغداديين ، واليمنيين ، والمغاربة ، والمصريين ، والمقدسيين ، والحمصيين ، والمدنيين ، وكان أهم من ترجم لهم نجم الدين الغزي هم أعيان المؤسسة السياسية والإدراية ، وهم رجال السلطة والإدارة الحاكمة لمعظم البلاد العربية ، وخاصة في بلاد الشام ، وكان من أهم هؤلاء : السلاطين العثمانيين ، ويأتي بعدهم الولاة والقواد ، والحكام المحليين . وأعيان المؤسسة الدينية : وهم رجال الدين أو من يعلمون في الإفتاء والتدريس الديني ، وأئمة المساجد والأوقاف الإسلامية ، والفقهاء والعلماء ، والأشـراف ، وأمراء الحج الشامي ، والمؤذنون . كما ترجم لكثير من الشخصيات التي لا تنتمي لأحد هذه الفئات ، كالشعراء والأدباء ، والأطباء ، وأصحاب الدعوات الدينية ، وغيرهم ( ) .
وإذا كان بدر الدين الغزي قد قصر كتابه " لطف السمر " على تراجم الطبقة الأولى من أهل القرن الحادي عشر الهجر = السابع عشر الميلادي ، جاعلاً منه ذيلاً على كتاب " الكواكب السائرة " ، فقد رتب تراجم كتابـه هذا ترتيبًا ألفبائيًّـا ، ولكنـه يبدأ بمـا يشبـه الباب أسماه ( المحمدون ) ترجم فيه لمن اسمه محمد أولاً ؛ لشرف اسم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فهو يبدأ التراجم بمحمد بن محمد بن محمد الغزى ، ويأتي بعده محمد بن محمد بن داود الداوودي المقدسي ، حتى إذا انتهى بمن اسمه محمد بن محمد ، بدأ بمن اسمه محمد بن إبراهيم ، حتى يصل إلى محمد اليماني . ثم يبدأ الغزى بترتيب أسماء تراجمه بادئًا بباب الهمزة ، بإبراهيم بن محمد بن حسين الجباوي المتـوفى سنة ( 1008 هـ ) ( ) ، وإبراهيم بن محمد المعروف بابن الطباخ المتوفى سنة ( 1006 هـ ) ( ) ، وإبراهيم بن محمد المقرى المتوفى سنة ( 1008 هـ ) ( ) ، ثم يأتي بترجمة " إبراهيم بن حسن بن على الأرتقي المتوفى سنة ( 1014 هـ ) ( ) ، وهكذا .
وكان منهج الغزى فى ترجمته أن يبدأ باسم المترجم له ونسبه ، ومولده ، وطلبه للعلم ، مع ذكر شيوخه إن أمكن ذلك ، وذكر تلامذته أيضًا ، ورحلاته العلمية ، ومؤلفاته العلمية ، وشيئًا من حياته الخاصة ، وغير ذلك مما يتصل بتنقلاته داخل البلاد الإسلامية أو خارجها ، وشيئًا من شعره الذي نظمه ، كما قال في ترجمة محمد بن الصالحي المتوفى سنة ( 1004 هـ ) :" كان لطيف الذات ، حلو النادرة ، ينظم الشعر والزجل ، من ألطف ما وقع له ما كتبه على خاتمه :
يرجو ابن عثمان الأمين الصالحي . من ربه حسن الختام الصالح .
وكان يكثر من الهجاء فقيل له : ما لَكَ لا يكاد يجود شعرك إلاَّ في الهجاء ؟ فقال : خاطري لا يغرف إلاَّ من البحر المنتن . وهجا أهل مجلسه فقال :
قضاتنا أربعة شهودنا عدتهم والكيخيا والترجمان . جميعهم لا يفقهون تسعة رهط يفسدون في جهنم خالدون( ) .
وكان الغزي ينهى ترجمة شخصياته بمرضه ووفاته ، كما لا ينسى أن يخبرنا بالمكان الذي توفى فيه ، والمسجد الذي صلى عليه فيه ، والمكان الذي دفن فيه ، كما قال في وفاة "محمد بن تقي الدين الحموي الدمشقي ":" توفى سحر الليلة التي أسفر صباحها عن يوم الأحد ثالث عشر شوال ، سنة ست عشرة بعد الألف ، وصلى عليه شيخنا بالجامع الأموي إمامًا ولقنه . ودفن بالتربة التي فيها الشيخ إسماعيل ، عند رأسه ، لصيق تربة باب الصغير " ( ) .
وكان الغزي يميل في تراجمه أن يسلك مسلكًا وسطًا بين الإيجاز والإطناب ، مع أنه قد يضطر إلى الاختصار غير المخل ، وإن كان يطيل أحيانًا ، ولكن ليس بالتطويل الممل ، ؛ لأن ذلك أقرب لتناول المقتصدين ، وكانت صياغته لتراجمه تتمتع بوضوح الأسلوب ، ودقة الكلمات ، دون تحريف ، مع أنه كان يستعمل بعض المفردات والألفاظ والاصطلاحات التركية والفارسية التي كانت شائعة في عصره ؛ مما عرضه لنقد كثير من النقاد ، على اعتبار أن دخول مثل هذه الألفاظ في اللغة العربية ، يدل على الركاكة في أسلوب كتاب ذلك العصر ( ) .
وتأتى أهمية " لطف السمر وقطف الثمر " من ترجمة " نجم الدين " الغزى " لمعاصريه ، ممن تتبع أخبارهم وشاهد وعاين أحوالهم الخاصة ، وتتبع الأحداث المعاصرة لهم ، ومن اعتماده على الرواية الشفوية والمصادر المكتوبة ، ليكون كتابه سجلاً دقيقاً عن تلك الحقبة الزمنية ، وما جرى فيها من أحداث ؛ فلم يعتمد على النقل كما فعل غيره ممن سبقه ، أو كما فعل هو نفسه في بعض تراجم كتاب " الكواكب السائرة " ، بل هو منشئ لمعظم تراجمه ، ومبدع لها ( ) .
وقد طبع الكتاب بتحقيق محمود الشيخ ، اعتمادًا على كثير من المخطوطات ، منها : مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ومخطوطة بمكتبة شيخ الإسلام ، عارف حكمت ، بالمدينة المنورة ، ومخطوطتان بدار الكتب المصرية بالقاهرة ، ومخطوطة بالمكتبة التيمورية ، ومخطوطة برامبور بالهند ، ومخطوطة ( شستر بيتى فى دبلن بأيرلندا ، ومخطوطة طوب قابو سراى بإستانبول ، وطبع الكتاب بوزارة الثقافة والإرشاد القومى بدمشق ، بسوريا ( ) .

د. أحمد أحمد جاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
لطف السمر وقطف الثمر لنجم الدين الغزى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الثقافة الإسلامية-
انتقل الى: