د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: رحيل الشيخ الغريب الجمعة أكتوبر 31, 2008 6:58 am | |
| رَحِيـلُ الشَّيْـخِ الغَرِيـبِ
محمد جاهين بدوي * * تِهْ في زَمَـانِ التِّيـهِ وَاهْـدِ مُحَيَّـرَا وَاسْكُبْ سُلاَفَكَ لِلنَّدامَـى كَوْثَـرَا وَانْشُرْ زَبُورَكَ فِي الدَّيَاجـي كَوْكَبًـا يَذَرُ العَصِـيَّ مِـنَ الطَّلاَسِـمِ نَيِّـرَا وَاذْرِفْ حُدَاءَكَ فَالـدُّرُوبُ مَهَامِـهٌ وَالهَدْيُ في زمَـنِ الضَّلاَلَـةِ مُفْتَـرَى مَا أَنْـتَ إِنْ لَـمْ تَشْتَمِلْـكَ جَلاَلَـةٌ تَسْبِي القُلُوبَ وَتَسْتَمِيلُ نُهَى الوَرَى؟ مَـا أَنْـتَ إِنْ لَـمْ نَتَّخِـذْكَ مَثَابَـةً لِلسَّالِكِيـنَ، وَلِلْحَقِيقَـةِ مَعْـبَـرَا؟ مَا أَنْـتَ إِنْ لَـمْ نَنْتَظِـرْكَ رِسَالَـةً فِيهَا المَعَارِفُ قَـدْ فَضَحْـنَ مُنَكَّـرَا؟ أوَ لَسْتَ في فَلَـكِ الكِنَانَـةِ بَدْرَهَـا مُتَألِّقًا، أوَ لَسْـتَ أَنْـتَ الأَزْهَـرَا؟ * * يَا أيُّهَا الشَّيْـخُ المُسَافِـرُ فـي القُـرُو نِ مُظَفَّرًا كَمْ جُـزْتَ فِيهَـا أَدْهُـرَا مُتَرَفِّعًـا كَالنَّسْـرِ فــي عَلْيَـائِـهِ مَا كَانَ يَوْمًا عَرْشُـهُ فَـوْقَ الثَّـرَى أَوْ كَانَ يَوْمًا كَالْبُغَاثِ خَـلاَ لَـهُ الْـ ـجَوُّ الْمُغَبَّـرُ فَانْثَنَـى مُسْتَنْسِـرَا ! أَوْ كَانَ يَوْمًـا كَالجَنَـادِبِ مُنْشِـدًا سَمْعَ الغَيَاهِبِ مَـا يُرَيْـنَ وَلاَ يُـرَى بَلْ كُنْتَ شَمْسًا فـي ضُحَاهَـا فَـذَّةً تَهَـبُ التَّجَـدُّدَ وَالضِّيَـاءَ الأَبْهَـرَا وَالْيَوْمَ صِرْتَ مَـعَ اللَّيَالـي طَائِـرًا نِضْوًا فَـلاَ سَفْحًـا أَصَبْـتَ وَلاَ ذُرَا * * مَا لِي أَرَاكَ تَجُـرُّ خَطْـوَكَ سَيِّـدِي بَيْـنَ التَّنَائِـفِ مُثْقَـلاً مُتَعَـثِّـرَا؟ أَسْيَـانَ ذَا لَهَـفٍ تَـؤُمُّ مجَـاهِـلاً هَيْمَـانَ مُرْتَكَسًـا تَعُـودُ القَهْقَـرَى أَهِـيَ الشُّيُوخَـةُ أَثْخَنَتْـكَ بِنَافِـذٍ مِنْ طَعْنِهَا فَكَفَفْتَ خَيْلَكَ عَنْ سُرَى؟ أَمْ جُـبَّـةٌ فَيْنَـانَـةُ الأَرْدَانِ فــي زَمَنِ التَّعَـرِّي وَانْفِلاتَـاتِ العُـرَا ؟ أَمْ ذِي الهُمُومُ قَدِ انْحَنيْـتَ لِوَطْئِهَـا ونَفَضْتَ كَفَّكَ مُكْدِيًـا مسْتَعْبِـرَا ؟ وَجَلَسْتَ تُزْجي لِلطُّلُولِ شَجَـاكَ لاَ خِـلٌّ أَسَـاكَ وَلاَ غَـوِيٌّ أَقْـصَـرَا تَعِظُ الأَصَمَّ وَقَـدْ أَصَـاخَ لِجَهْلِـهِ وَتُطِـبُّ مَيْتًـا حَـقُّـهُ أَنْ يُقْـبَـرَا وَالطِّـبُّ لِلْمَوْتَـى دَلِيـلُ تَبَـطُّـلٍ وَدُعَاءُ صُـمٍّ بَيْـعُ مَـا لاَ يُشْتَـرَى لَهْفِي عَلَيْكَ مِـنَ الذِّئَـابِ تَسَـوَّرُوا مِحْرَابَكَ الأَسْنَـى وَدَاسُـوا المِنْبَـرَا وَعَـوَوْا بِآيَـاتِ الضَّغِينَـةِ وُقَّحًـا وَتَنَبَّـؤُوا كَذِبًـا وَقَـاؤُوا مُنْـكَـرَا وَتَنَاشَدُوا أَوْرَادَهُـمْ فَالإفْـكُ فِـيـ ـهَا نَاعِقٌ وَالحَـقُّ سِقْـطٌ مُـزْدَرَى يَبْغُونَهَـا عِوَجًـا وَفَضْـلَ تفَيْـهُـقٍ وَبَلاَغَـةً خُنْثَـى وَفِقْهًـا أعْــوَرَا مِثْلَ الْمُهَرِّجِ في بَلاَطِ الْمُلْـكِ كَـمْ أَرْخَـى غَدَائِـرَهُ وَحَـلَّ الْمِئْـزَرَا ! عَبَثًـا يُحَـاوِلُ أَنْ يُفَـرِّجَ كُـرْبَـةً عَنْ عَابِـسٍ أَوْ أَنْ يُسَلِّـيَ قَيْصَـرَا لَكِنَّهُ الْهُونُ الَّـذِي جُبِلَـتْ عَلَـيْـ ـهِ خَلائِـقٌ وَاسْتَمْـرَؤُوهُ أَدْهُــرَا * * يَا أَيُّهَـا الشَّيْـخُ الغَرِيـبُ بِأَرْضِـهِ هَلاَّ رَحَلْتَ وَجُزْتَ كَوْنًـا أكْفَـرَا ! فَمِـنَ الْجَلاَلَـةِ أَنْ تَعِيـشَ مُغَرَّبًـا وَمِـنَ الفقَاهَـةِ أَنْ تَمُـوتَ مُطَهَّـرَا وَمِنَ الصَّفَاقَةِ أَنْ يُقِيـمَ عَلَـى الأَذَى ذُو فِطْنَةٍ وَيَـزُورَ جَفْنَيْـهِ الكَـرَى! ارْحَلْ ودَعْنَـا يَـا غَرِيـبُ فَكُلُّنَـا لَكَ خَائِنٌ وَالثَّبْـتُ ولَّـى مُدْبِـرَا ! وَالْقِرْدُ أصْبَحَ فـي الخَلاَئِـقِ رَاهِبًـا مُتَنَسِّكًا وَالجَحْشُ أمْسَـى قَسْـوَرَا ! ارْحَلْ وَدَعْنَـا فـي غَيَابَـةِ خِزْيِنَـا فَالْخِزْيُ مِنَّا قَـدْ بَـدَا مُسْتَقْـذِرَا ! وَالْقُبْحُ أَلْفَى فـي صِفَـاقِ وُجُوهِنَـا وَطَنًا لَـهُ فِيـهِ الرِّفَـادَةُ وَالْقِـرَى ! وَالـزُّورُ نَحْـنُ الشَّاهِـدُوهُ جِبِلَّـةً وَالدَّجْلُ نَحْنُ الْمُبْدِعُـوهُ مُصَـوَّرَا ! وَالرَّاقِصُونَ عَلَى حِبَالِ الإثْـمِ نَـحْ ـنُ ونَحْنُ مَنْ بَاعُوا الكِتَابَ تَحَضُّرَا ! العَارِضُـونَ مِـنَ الحَـرَامِ بِضَاعَـةً وَالفَاتِحُونَ مِـنَ الشَّرَائِـعِ مَتْجَـرَا ! * * * يَا أَيُّهَا الشَّيْـخُ الغَرِيـبُ أَنَـا وَأَنْـ ـتَ مُضَيَّعَـانِ كَـآبَـةً وَتَطَـيُّـرَا صِنْوَانِ نَحْنُ عَلَى الْمَكَـارِهِ نَغْتَـدِي وَنَرُوحُ ننْـزِفُ مـن جَوَانَـا أبْحُـرَا لاَ الشِّعْرُ حَلَّ مَعَ الأَعَاجِـمِ عُقْدَتِـي - ويْحي - وَلاَ سِجْنُ القَوَافِي حَرَّرَا صَدْيـانَ أَقْبَـعُ فـي غَيَابَـةِ مَهْمَـهٍ رُوحًـا مُصَفَّـدَةً وَقَلْبًـا فُـطِّـرَا وَالْحُرُّ فـي زَمَـنِ الطَّغَـامِ مُنَكَّـرٌ يُعْطِي فَيُجْحَدُ أَوْ يَقُـولُ فَيُمْتَـرَى! فَارْحَلْ فَإِنِّي رَاحِـلٌ فَعَسَـى نُصَـا دِفُ عَالَمًا مُعْشَوْشِبًـا مُخْضَوْضِـرَا الْحُـبُّ فِيـهِ مَـعَ النَّسَائِـمِ ذَائِـعٌ وَالطُّهْرُ يَثْـوِي بِالضَّمائِـرِ جَوْهَـرَا فَلَقَدْ يَـرِقُّ الصَّخْـرُ وَهْـوَ مُكَابِـرٌ فَتَرَى الحَيَـا مِـنْ رَاحَتَيْـهِ تفَجَّـرَا وَلَقَـدْ يَبَـرُّ اللَّيْـلُ وَهْـوَ مُكَفِّـرٌ فَتَرَاهُ - رَغْمَ الدَّجْنِ - يُبْدُو مُقْمِـرَا وَأَرَاكَ تَبْسِمُ فِي ائْتِلاَقَـاتِ الضُّحَـى لَحْنًا هَتُونًـا جَـادَ أُفْقًـا أَخْضَـرَا فَلأَنْتَ أُفْقِي فِـي الغَـرَامِ وَكَعْبَتِـي وَهَوَاكَ دِينِي مُـذْ دَرَجْـتُ مُبَشِّـرَا وَبِكَ انْثَنَيْتُ إِليْكَ مِنْكَ فَمَـا المَـدَى إلاَّ رُؤَاكَ، وبَعْضُ عِشْقِي مَا جَـرَى ! فَاغْفِرْ جُنُونـيَ وَاحْتِـدَامَ مَشَاعِـرِي فَالتِّيهُ حَانِي وَالنَّدِيمُ هُـوَ السُّـرَى!! * * | |
|
محمد محمود
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: رحيل الشيخ الغريب الخميس ديسمبر 25, 2008 1:16 pm | |
| | |
|