منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عنترة بن شداد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

عنترة بن شداد Empty
مُساهمةموضوع: عنترة بن شداد   عنترة بن شداد I_icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2008 4:04 am

عنترة بن شداد



عنترة بن شداد بن قراد بن مخزون بن ربيعة العبسى... وقيل عنتر، وقيل في نسبه: ابن عمرو بن شداد، وقيل: ابن معاوية، وقيل: شداد كان عمه الذي كفله بعد موت أبيه فنسب إليه.



تعددت أخباره في الروايات التاريخية، وفي كتب السير والأخبار، وعبر مختارات الشعر العربي، واجتمع أغلبها على نسبته لأبيه شداد، وأمه زبيبة السوداء الزنجية الإفريقية، مما ضَّمه إلى طبقة العبيد زمنا على عادة العصر الجاهلى وتقاليده التي تبيح الاستعباد للابن الأسود، إلى أن يأتى بعمل عظيم يشفع لسواد لونه فينال حريته من خلال فروسيته الخارقة، أو عبقريته الشعرية، أو من خلالهما معاً.



عاش عنترة مراحل متلاصقة من الصراع على المستويات النفسية والإنسانية والمجتمعية والطبقية، انتهت عند محاولة نيل صك حريته وتجاوز أزمة اللون والنسبة إلى الأم، إلى اختراق صراع طبقى من نمط آخر تجلَّى في قصة حبه المشهورة لعبلة بنت عمه مالك، وهى الفتاة الحرة الشريفة التي يصعب على العبد الزواج منها. كما عاش صراعاً قبليا بين أمل في العتق والتمتع بالحرية، وبين رغبة في التشفى من قبيلة لا تعترف بحقوقه فيما لا ذنب له فيه من الانتساب إلى أم حامية من جانب، وتعدد ألقاب تُحَقَّر من منزلته من جانب آخر على غرار ما لقب به من (عنترة) لتشقق في شفته، كما لُقَّب بالفلحاء، وبأبي المُغَلَّس إشارة – أيضاً – إلى سواد لونه، وبأبي المعايش.



عُرفت قبيلته – عبس - بشاعرية عدد من أبنائها منهم : زهير بن جذيمة سيد عبس كلها، وابنه قيس بن زهير فارس داحس، والحطيئة، وعروة بن الورد، والربيع بن زياد وإخوته الذين أطلق عليهم الحكمة، ومروان بن زنباع، وخالد بن سنان، وعريقة، وكان شاعراً في الإسلام عُرف بتفوقه في الهجاء .... ويروى أن لعنترة إخوة من أمه يعرف منهم (حنبل) وكان خيرهم، كما تنصرف بعض الروايات إلى الإشارة لقدرته على انتزاع حريته عبر خبر متواتر خلاصته أن قومه وقعوا في أزمة الإغارة فصاروا حاجة إلى فروسيته حين سباهم خصومهم، فكرَّ عليهم عنترة وفرَّق جموعهم. وقتل منهم ثمانية نفر، ثم طلب منهم أمه وأباه فردوهما عليه، فمنحه عمه حريته قائلاً: يا بنى كُرّْ، فقال عنترة بأن العبد لا يحسن الكر ولا الفرّ، وإنما يحسن الحلاب والصّر، فقال له : إنك ابن أخى وقد زوجتك ابنتى عبلة، فكرَّ عنترة وأبلى بلاءً حسنا.



أصبح عنترة معدودا في أحرار قومه بعد أن كان عبدا بينهم، وجمع في سلوكياته النموذج الأعلي لأخلاقيات الفارس العربي في القوة والمروءة وعفة النفس، والصفح مع المقدرة، واحترام الجار، وإغاثة الملهوف، وتقدير منزلة المرأة وعفة الغزل، ونقاء النفس من شبهة الظلم والعدوان إلا في حالة الدفاع عن حقوقه.. عاصر عنترة الحطيئة وعمرو بن معديكرب، وكلاهما أدرك الإسلام، وذكره عمرو ابن معديكرب فيمن فضلهم من الفرسان، كما تردد ذكره في حرب داحس والغبراء، ويروى أن وفاته كانت سنة 611م بين خبر عن موته مقتولا، وقد أغار على طيئ، وهو شيخ فرماه ابن سلمى، ويقال أنه مات برداً، وكان قد بلغ أرذل العمر وأسن، فانهد جسمه ونال منه المرض، طبع ديوان عنترة مراراً، واشتهرت معلقته المتميزة بمطلعها المعروف:


هل غادر الشعراء من متردم


***

أم هل عرفت الدار بعد توهم




وخلالها يعرضُ لفصول من قصة أزمته وحريته ومشكلته الغزلية والطبقية مع عبلة :


يا دار عبلة بالجواء تكلَّمي


***

وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي




كما يسجل جانبا من الأبعاد الإنسانية من فروسيته:


يُخْبرك من شهد الوقيعة أنني


***

أغشي الوغي وأعف عند المغنم




وفي غير المعلقة سجل صورا من مطلبه الخاص لتحقيق حريته:


إني امرؤ من خير عبس منصبا




***

شطري، وأحمي سائرى بالمنصل




تكرر ذكره عند عمرو بن معديكرب فيمن يبالي، حيث قال : ما أبالي من لقيت من فرسان العرب مالم يلقني حُراَّها ومجيناها، يعني بالحُرَّين عامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب، وبالعبدين: عنترة، والسعليك بن السلكة.



ونري لعنترة ذكراّ متجدداً في حرب داحس والغبراء، وفيها يقول عنترة:




طال الثواء على رسوم المنزل


***

بين الُّلكَيْك وبين ذات الحرملِ






ومعروف أن حرب داحس والغبراء قد خبت نارها بين سنتي 608 – 610م

وإلي ما بعد حرب داحس والغبراء يختفي اسم عنترة ، فلا نجد له ذكراً ، الشئ الذي جعل حاجي خليفة يرجح وفاة عنترة سنة 611م، ويرشح غيره أنه عاش إلى ما بعد ذلك بقليل أي إلى سنة 615م ، دون إيراد حجة تؤكد اليقين .



مصادر المدخل ومراجعه:

1- الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ط بيروت 1987.

2- دراسات في الشعر الجاهلي د. يوسف خليف، دار غريب، 1991.

3- شرح المعلقات السبع للزوزني.

4- العصر الجاهلي د. شوقي ضيف . دار المعارف 1966.

5- الفروسية في العصر الجاهلي د. سيد حنفي. دار المعارف، 1962.

6- المعلقات د. سليمان العطار، دار نشر الثقافة، 1986.

7- أشكال الصراع جـ1 د. عبد الله التطاوي، الانجلو المصرية، 1991.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
عنترة بن شداد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عنترة بن شداد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الشعر ونقده-
انتقل الى: