د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: مرثية ديك لابن زريق الخميس يناير 01, 2009 11:38 pm | |
| مَرْثِيَـــــةُ دِيــــكٍ !
لعليّ بن زريق البغداديّ صاحب العينية الفراقية المشهورة وقد أوردها صلاح الدين الصفدي 764هـ في كتابه: الوافِي بالوَفَيَات بعد روايته للقصيدة العينية * * خَطْبٌ طُرِقْـتُ بِـهِ أمَـرَّ طُـرُوقِ فَظُّ الحُلُـولِ علـيَّ غَيْـرُ شَفِيـقِ فَكَأَنَّمَـا نُـوَبُ الزَّمَـانِ مُحِيطَـةٌ بي رَاصِـدَاتٌ لـي بكُـلِّ طَرِيـقِ هَلْ مُسْتَجَارٌ مِنْ فَظَاظَـةِ جَوْرِهَـا أَمْ هَـلْ أَسِيـرُ صُرُوفِهَـا بِطَلِيـقِ حَتَّى مَتَى تُنْحِـي عَلَـيَّ بِخَطْبِهَـا وَتَغَصُّنِـي فَجَعَاتُـهَـا بِالـرِّيـقِ ذَهَبَـتْ بكـلِّ مُوَافِـقٍ ومُرَافِـقٍ ومُنَاسِـبٍ ومُصَاحِـبٍ وصَدِيـقِ وطَرِيـفَـةٍ وتَلِـيـدَةٍ وحَبِـيـرَةٍ صَنْـتٍ وَرُكْـنٍ لِلزَّمَـانِ وَثِيـقِ حَتَّى بِدِيـكٍ كُنْـتُ آلَـفُ قُرْبَـهُ حُلْوِ الشَّمَائِلِ في الدُّيُـوكِ رَشِيـقِ أَلْقَى عَلَيْـهِ الدَّهْـرُ مِنْـهُ كَلْكَـلاً يُفْنِي الوَرَى وَيُشِـتُّ كُـلَّ فَرِيـقِ وَرَمَاهُ مِنْـهُ بِحَـدِّ سَهْـمٍ صَائِـبٍ لِذَخَائِـرِ المُسْتَظْهِرِيـنَ عَـلُـوقِ حُزْنِي عَلَيْـهِ دَائِمًـا مَـا غَـرَّدَتْ وُرْقُ الحَمَامِ ضُحًـى بِـذِرْوَةِ نِيـقِ أَرَبِيبَ مَنْزِلِنَـا وَنَشْـوَ حُجُورِنَـا وَغَـذِيَّ أَيْدِينَـا نِـدَاءَ مَـشُـوقِ لَهْفِي عَلَيْكَ أَبَا النَّذِيـرِ لَـوَ انَّـهُ دَفَعَ المَنَايَا عَنْـكَ لَهْـفُ مَشُـوقِ وَعَلَى شَمَائِلِكَ اللَّوَاتِي مَـا نَمَـتْ حَتَّى ذَوَتْ مِنْ بَعْدِ حُسْنِ سُمُـوقِ لَمَّا نَفَعْتَ وَصِـرْتَ عِلْـقَ مَضِنَّـةٍ وَنَشَأْتَ نَـشْءَ المُقْبِـلِ المَوْمُـوقِ وَتَكَامَلَتْ جُمَلُ الجَمَـالِ بِأَسْرِهَـا لَكَ مِنْ خَلِيـلٍ صَـادِقٍ وَصَدِيـقِ وَغَدَوْتَ مُلْتَحِفًـا بِمِـرْطٍ حَبَّـرَتْ فِيهِ بَدِيـعَ الوَشْـيِ كَـفُّ أَنِيـقِ كَالجُلَّنَـارَةِ أَوْ صَـفَـاءِ عَقِيـقَـةٍ أَوْ لَمْـعِ نَـارٍ أَوْ وَمِيـضِ بُـرُوقِ أَوْ قَهْـوَةٍ تَخْتَـالُ فِـي بِـلُّـورَةٍ بِتَأَنُّـقِ التَّـزْوِيـقِ وَالتَّصْفِـيـقِ وَكَأنَّمـا الجَـادِيُّ جَـادَ بِصِبْغَـةٍ لَكَ أَوْ طَلَعْتَ مُضَمَّخًـا بِخَلُـوقِ وَلَبِسْتَ كَالطَّاوُوسِ رِيشًـا لاَمِعًـا مُتَلَأْلِـئًـا ذَا رَوْنَــقٍ وَبَـرِيـقِ مِنْ حُمْرَةٍ مَعْ صُفْـرَةٍ فِـي زُرْقَـةٍ تَحْتَلُّهَـا تُخْفِـي عَلَـى التَّحْقِيـقِ عَرَضٌ يَجِلُّ عَنِ القِيَـاسِ وَجَوْهَـرٌ لَطُفَـتْ مَعَانِيـهِ عَلَـى التَّدْقِيـقِ وَكَـأَنَّ سَالِفَتَيْـهِ تِبْـرٌ سَـائِـلٌ وَعَلَى المَفَارِقِ مِنْـكَ تَـاجُ عَقِيـقِ وَكَأَنَّ مَجْرَى الصَّوْتِ مِنْكَ إِذَا جَفَتْ وَنَبَتْ عَنِ الأَسْمَـاعِ بـحُّ حُلُـوقِ نَـايٌ رَقِيـقٌ نَاعِـمٌ قَـرَّتْ بِـهِ نِعَـمٌ تُؤَلِّفُـهُ مِــنَ المُوسِيـقِـي تَزْقُو وَتَصْفِـقُ بِالجَنَـاحِ كَمُنْتَـشٍ وصَلَتْ يَـدَاهُ النَّقْـرَ بِالتَّصْفِيـقِ وَتَمِيسُ مُمْتَطِيًـا لِسَبْـعِ دَجَائِـجٍ مِثْـلَ المهَـارِي أَحْدَقَـتْ بِفَسِيـقِ فَتَمِيرُنَـا مِنْهُـنَّ بَيْضًـا دَائِـمًـا رِزْقًـا هَنِيئًـا لَيْـسَ بِالمَمْحُـوقِ فِيهَـا بَدَائِـعُ صَنْعَـةٍ وَلَطَـائِـفٌ أُلِّفْـنَ بِالتَّهْـذِيـبِ وَالتَّوْفِـيـقِ فَبَيَاضُهَـا وَرِقٌ وتِـبْـرٌ مُحُّـهَـا في جَـوْفِ عَـاجٍ بُطِّنَـتْ بِدَبِيـقِ خَلطَانِ مَائِيَّانِ مَـا اخْتَلَطَـا عَلَـى سَيْـلٍ وَمُخْتَلِـطِ المِـزَاجِ رَقِيـقِ يَغْـدُو عَلَيْـهِ مَـنْ طَهَـاهُ بِعُجَّـةٍ ويَـرُوحُ بِالْمشْـوِيِّ وَالمَصْلُـوقِ نِعَـمٌ لعَمْـرُكَ لَـوْ تَـدُومُ هَنِيئَـةً هَلْ دَامَ رِزْقٌ لامْـرِئٍ مَـرْزُوقِ؟! أَبْكِي إِذَا عَايَنْـتُ رَبْعَـكَ مُقْفِـرًا بِتَحَـنُّـنٍ وَتَفَـجُّـعٍ وَشَهِـيـقِ وَيَزِيدُنِي جَزَعًـا لِفَقْـدِكَ صَـادِحٌ فِـي مَنْـزِلٍ دَانٍ إِلَـيَّ لَصِـيـقِ فَتَأَسُّفِـي أَبَـدًا عَلَيْـكَ مُوَاصـلٌ بِسَـوَادِ لَيْـلٍ وَالْتِمَـاعِ بُـرُوقِ وَإِذَا أَفَـاقَ ذَوُو المَصَائِـبِ سَلْـوَةً وَتَأَسِّيًـا أَمْسَيْـتُ غَيْـرَ مُفِـيـقِ صَبْرًا لِفَقْدِكَ لاَ قِلًـى لَكِـنْ كَمَـا صَبَـرَ الأَسِيـرُ لِشِـدَّةٍ وَلِضِيـقِ لاَ تَبْعُـدَنَّ وَإِنْ نَـأَتْ بِـكَ نِيَّـةٌ فِي مَنْـزِلٍ نَائِـي المَـزَارِ سَحِيـقِ وَسَقَى عِظَامَكَ صَوْبُ مُزْنٍ هَاطِـلٍ غَدَقٍ رَعُـودٍ فـي ثَـرَاكِ بَـرُوقِ | |
|