د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: الدعاء أحب الأعمال إلى الله سبحانه الأربعاء يوليو 02, 2008 6:29 am | |
| الدعاء أحب الأعمال إلى الله
أحب الأعمال إلي الله – سبحانه وتعالي- الدعاء، فهو سبحانه وتعالي غني كريم يحب أن يسأل ، ويرضي كل الرضا عن عبد دعاه وهو موقن بأنه سميع مجيب، ومن فضله وكرمه أنه ندب عباده إلي دعائه وتكفل لهم بالإجابة وذلك في قوله تعالي: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)
وللدعاء أدب لابد أن يراعي، إنه إخلاص القلب لله والثقة بالاستجابة مع عدم اقتراح صورة معينة لها أو تخصيص وقت أو ظرف، فهذا الاقتراح ليس من أدب السؤال، وقد كان عمر – رضي الله تعالي عنه – يقول : ( أنا لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء ، فإذا ما ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه).
والعارف بالشريعة وبسنن الله – سبحانه وتعالي- في خلقه لا يقصد بدعائه إلا الهداية إلي الأسباب التي توصله إلي نيل مقاصده فهو إذا سأل الله أن يزيد في رزقه فهو لا يقصد أن تمطر له السماء ذهبا ولا فضة ، وإذا سأله شفاء مريضه الذي أعياه علاجه لا يقصد أن يخرق الله له العادات ويأتيه بالمعجزات بل يقصد توفيقه إلي العلاج الصحيح الذي يكون سببا في الشفاء ، لذلك كان التارك للسعي والكسب والداعي أن يؤتي مالا فهو غير داع بلل جاهل، وكذلك المريض الذي لا يتخذ الدواء ويطلب الشفاء والعافية، لأن مثل هذين يطلبان إبطال السنن التي سنها الله في الخليقة.
والدعاء المطلوب هو الدعاء بالقول والتوجه إلي الله – سبحانه وتعالي – بالقلب وذلك إثر الشعور بالحاجة إليه ومن ثم سماه الرسول – صلي الله عليه وسلم - : ( مخ العبادة )، ولهذا الأمر عبر القرآن الكريم في الآية الكريمة بقوله عن الدعاء: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )(غافر: من الآية60) فقد أشار إلي أن الدعاء هو العبادة وأنه تسبيح وصلاة لله رب العالمين، فيه يتجلي ضعف العبد وانكساره وذله أمام قدرة الله وعظمته وجلاله فهو إذن في صميمه عبادة خالصة وابتهال خاشع وولاء واستسلام لهذا رغب فيه ودعا إليه وقال لرسوله – صلي الله عليه وسلم- : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186)
والعجيب أن هذه الآية قد جاءت بين الآيات الشارحة للصوم وأحكامه لتلفت الصائمين إلي ما هم عليه في تلك الحال من صفاء روحي يدنيهم من الله – سبحانه وتعالي – ويجعلهم أكثر استعدادا للاتصال به فالله سبحانه وتعالي دائما وأبدا أقرب إلي الإنسان من حبل الوريد ويتضح هذا بجلاء من إضافة العباد إلي الله والرد المباشر عليهم منه سبحانه وتعالي فقد تولي بذاته العلية الجواب عن عباده بمجرد السؤال (…قَرِيبٌ…) ولم يقل أسمع الدعاء وإنما عجل الإجابة الدعاء (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) وقد أخرج أبو داود عن سلمان – رضي الله تعالي عنه – عن النبي – صلي الله عليه وسلم- قال: ( إن الله تعالي ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين) . وجاء في الصحيحين أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال: ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)، والصائم أقرب الدعاة استجابة ، لذلك يجب أن نعرف أنه ما من شدة إلا وعند الله تعالي لها مخرج، وما من كرب إلا وعند الله تعالي له الفرج. وما تسلح المؤمن في مواجهة مصاعب الحياة وظروفها بمثل الدعاء، لأن الدعاء سلاح المؤمن، فقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله تعالي عنه – أنه قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - :"( الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض) رواه الحاكم. وقد ورد عن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قوله: ( سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج)، وقوله : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء).
أخوة الإسلام إذا كان الدعاء مطلوبا في كل وقت وهو مجاب لا محالة فلتكثروا منه ولا سيما في هذا الشهر الفضيل، لأن الإجابة فيه أرجى ولأنه الرسول – صلي الله عليه وسلم – قال لأصحابه: ( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالي إلي تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز و جل).
د/ أحمدجاد | |
|