د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: ليلة القدر الأربعاء يوليو 02, 2008 6:40 am | |
| ليلة القدر.. فضلها ..علاماتها
يقول بعض العلماء : إن ليلة القدر سميت بهذا الاسم لأنها ذات قدر وتعظيم وشرف عند الله ـ سبحانه ـ وقد أفادوا ذلك من إضافة القدر إلى الليلة في قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)ويعود هذا الشرف لما نزل فيها من قرآن كريم ، أو من نزول الملائكة فيها ، ويمكن أن يكون ذلك الشرف والتعظيم لما ينزل فيها من رحمات الله وفيوضاته وغفرانه ، وربما كان ذلك راجع إلى أن الذي يحييها بالقيام والدعاء ذا شرف ومنزلة كريمة ، ويقول البعض الآخر: إن القدر في الآية الكريمة بمعنى التضييق والمراد به إخفاء الليلة وعدم تعينها ، أو لأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة ، ويمكن أن يكون القدر في الآية بمعنى القدر أي أن الله ـ سبحانه ـ يقدر فيها أحكامه وما يقضيه على عباده في تلك السنة وذلك لقوله تعالى ( فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا )وقد جعل الله ـ سبحانه ـ لقيامها فضلا وافرا لما رواه أبو هريرة عن النبي ـ صلى اله عليه وسلم ـ أنه قال : من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) والمراد بـ ( إيمانا ) في الحديث الشريف أي تصديقا بوعد الله ـ تعالى ـ بالثواب ، ومعنى ( احتسابا ) أي فعل ذلك طلبا لوجه الله وثوابه وأجره لا لشيء آخر من رياء أو سمعة ، ومعنى هذا أن لليلة القدر منزلة جليلة في الإسلام فهي خير من ألف شهر ، وفيها تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن الله ـ سبحانه ـوهي سلام حتى مطلع الفجر .
ولهذه الليلة علامات وأغلبها لا يظهر إلا بعد مضيها ، ويدعونا هذا إلى التساؤل :لماذا تظهر هذه العلامات بعد انتهاء تلك الليلة ونقول : إن الله ـ سبحانه ـ لم يشأ أن يحدد تلك الليلة تحديدا دقيقا حتى لا يتكل الناس وليقوم المسلمون بإحياء أكبر قدر من ليالي رمضان ، وذلك جار في أمور كثيرة مثل : إخفاء ساعة الموت ووقت انتهاء الأجل.ومن أماراتها أن الشمس تطلع في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ، ومنها أنها تأتي لا حر فيها ولا برد وأنها تأتي ساكنة صافية وقمرها ساطع ، وقيل : إن من علامتها ـ أيضا ـ استجابة دعاء من وفق لها .
وقد أوصانا الرسول بالتماسها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ، ومما يروى عن ابن عباس أن سيدنا عمر دعا أصحاب الرسول وسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر من رمضان وقد قال ابن عباس : فقلت لعمر إني لأعلم أي ليلة هي ، قال عمر : أي ليلة هي ؟ فأجاب ابن عباس هي في سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال: من أين علمت ذلك ؟ فقلت : خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام والدهر يدور في سبع والإنسان خلق من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف سبع والجمار سبع وأشياء أخرى ذكرها ، فقال عمر لابن عباس : لقد فطنت لأمر ما فطنا له .
وننتهي إلى أن هذه الليلة ذات قدر وشرف على السلم أن ينتهزها بالعبادة وألا يحرم نفسه فيها من الدعاء لما روته عائشة أنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم ـ أ رأيت إن علمت أي ليلة هي ما أقول فيها ؟ قال : قولي ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
د / أحمد أحمد جاد | |
|