د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: رسالة في ليلة التنفيذ لهاشم الرفاعي الخميس يناير 01, 2009 11:52 pm | |
| هذه قصيدة كتبها الشاعر هاشم الرفاعي في ليلة اعدامه وهي بعنوان : رسالة في ليلة التنفيذ النص:
أبتاه ماذا قد يخط بنانى =و الحبل و الجلاد ينتظران هذا الكتاب اليك من زنزانة= مقرورة صخرية الجدران لم تبق الا ليلة احيا بها =واحس ان ظلامها اكفانى ستمر يا ابتاه لست اشك =فى هذا وتحمل بعدها جثمانى الليل من حولى هدوء قاتل =والذكريات تمور فى وجدانى ويهدنى المى فانشد راحتى =فى بضع ايات من القران والنفس بين جوانحى شفافة =دب الخشوع بها فهز كيانى قد عشت أومن بالاله ولم اذق= الا اخيرا لذة الايمان شكرا لهم انا لا اريد طعامهم =فليرفعوه فلست بالجوعان هذا الطعام المر ما صنعته لى =امى ولا وضعوه فوق خوان كلا ولم يشهده يا ابتى معى =اخوان لى جاءاه يستبقان مدوا الى به يدا مصبوغة =بدمى وهذه غاية الاحسان والصمت يقطعه رنين سلاسل= عبثت بهن اصابع السجان ما بين اونة تمر واختها =يرنو الى بمقلتى شيـــطان من كوة بالباب يرقب صيده= ويعود فى امن الى الدوران ثم يقول عن الحارس ( حارس الزنزانه )وعن حاله بالسجن : انا لا احس باى حقد نحوه= ماذا جناه فتمسه اضغانى هو طيب الاخلاق مثلك يابى= لم يبدو فى ظمأ الى العدوان لكن إن نام عنى لحظة =ذاق العيال مــرارة الحرمان فلربما وهو المروع سحنة =لو كان مثلى شاعرا لرثانى أو عاد من يدرى الى اولاده =وذُكّرَ صورتى فبكانى وعلى الجدار الصلب نافذة بها =معنى الحياة غليظة القضبان قد طالما شارفتها متأملا = فى السائرين على الأسى اليقظان فأرى وجوما كالضباب مصورا= ما فى قلوب الناس من غليان نفس الشعور لدى الجميع وإنما =كتموا وكان الموت فى إعلانى ويدور همس فى الجوانح ما الذى =فى الثورة الحمقاء قد أغراني أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى =مثل الجموع أسير فى إذعان ما ضرنى لو قد سكت وكلما =غلب الأسى بالغت فى الكتمان هذا دمى سيسيل مطفئا =ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران وفؤادى الموار فى نبضاته= سيكف من غده عن الخفقان والظلم باق لن يحطم قيده =موتى ولن يودى به قربان ويسير ركب البغى ليس يضيره =شاة اذا اجتثت من القطعان هذا حديث النفس حين تشف عن =بشريتى وتمور بعد ثوان وتقول لى إن الحياة لغاية =أسمى من التصفيق للطغيان انفاسك الحرى وان هى أخمدت =ستظل تغمر افقهم بدخان وقروم جسمك وهو تحت سياطهم =قسمات صبح يتقيه الجانى دمع السجين هناك فى أغلاله =ودم الشهيد هنا سيلتقيان حتى اذا ما أفعمت بهما الربا =لم يبق غير تمرد الفيضان ومن العواصف ما يكون هبوبها= بعد الهدوء وراحة الربان إن احتدام النار في جوف الثرا =أمر يثير حفيظة البركان وتتابع القطرات ينزل بعده = سيل يليه تدفق الطوفان فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا= اقوى من الجبروت والسلطان يودع أباه واهله: أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى= ام سوف يعدوها رحى النسيان او أننى سأكون فى تاريخنا =متآمرا أم هادم الاوثان كل الذى ادريه ان تجرعى= كأس المذلة ليس فى إمكانى لو لم أكن فى دعوتي متطلبا =غير الضياء لامتى لكفانى اهوى الحياة كريمة لا قيد لا= إرهاب لا إستخفاف بالإنسان فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى= يغلى دم الاحرار فى شِريانى أبتاه إن طلع الصباح وأضاء =نور الشمس كل مكان واستقبل العصفور بين غصونه= يوما جديدا مشرق الألوان وسمعت أنغام التفاؤل ثرة =تجرى على فم بائع الالبان واتى يدق- كما تعود- بابنا =سيدق باب السجن جلادان واكون بعد هنيهة متأرجحا =فى الحبل مشدودا الى العيدان ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما =صنعته فى هذى الربوع يدان نسجوه فى بلد يشع حضارة =وتضاء منه مشاعل العرفان او هكذا زعموا وجىء به الى =بلدى الجريح على يد الاعوان أنا لا اريدك ان تعيش محطما =فى زحمة الألام والاشجان إن ابنك المصفود فى أغلاله =قد سيق نحو الموت غير مدان فاذكر حكايات بأيام الصبا =قد قلتها لى عن هوى الأوطان وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى= تبكى شبابا ضاع فى الريعان وتكتم الحسرات فى أعماقها =ألما تواريه عن الجيران فاطلب اليها الصفح عنى اننى =لا ابتغى منها سوى الغفران مازال فى سمعى رنين حديثها =ومقالها فى رحمة وحنان أبنى إنى قد غدوت عليلة =لم يبق لى جلد على الأحزان فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن =بنت الحلال ودعك من عصيان كانت لها أمنية ريانة= يا حسن أمال لها وأمان والان لا ادرى باى جوانح =ستبيت بعدى أم باى جنان هذا الذى سطرته لك يا أبى= بعض الذى يجرى بفكر عان لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت= بيد الجموع شريعة القرصان فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى =من كان فى بلدى حليف هوان والى لقاء تحت ظل عدالة =قدسية الأحكام والميزان | |
|