د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: تعريف بسورة القمر الأربعاء يوليو 09, 2008 12:06 pm | |
| سورة القمر سورة القمر ، سورة مكية كلها ( على رأي الجمهور ) ، ويستدل لذلك بحديث عائشة رضي الله عنها قالت : لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وأنا جارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } ، وعدد آياتها خمس وخمسون آية ، وترتيبها في المصحف الشريف : الرابع والخمسون . سميت بالقمر لورود ذكر انشقاق القمر فيها ، وهي آية عظيمة ، ودليل قاطع على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسميت كذلك بـ ( اقتربت ) لورود ذلك عن بعض الصحابة . وسبب نزولها ما روي عن عبد الله بن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر بن أبي كبشة سحركم ، فاسألوا السُّفَّار ، فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأينا ، وأنزل الله عز وجل : { اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } . والسورة كشأن السور المكية عامة ، تعالج مسائل العقيدة ، وطابعها إنذار شديد للمشركين ، فهي من مطلعها إلى خاتمها ، حملة عنيفة على قلوب المكذبين بالنذر ، وفي الوقت نفسه طمأنينة وسكينة للقلوب المؤمنة المصدقة . والسورة منقسمة إلى حلقات متتابعة ، كل حلقة منها مشهد من مشاهد التعذيب للمكذبين ، ترهب الإحساس البشري { فكيف كان عذابي ونذر } ، ثم ترغبه { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } . بدأت السورة بذكر معجزة شق القمر ، إحدى المعجزات التي أيد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ وكان المشركون قد وعدوا ، لئن شق لهم النبي القمر ، سيؤمنون به ، لكنهم أعرضوا بعدما رأوا الآية { اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر . وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر } ، وظاهر الآية يفيد أن الانشقاق يقع آخر الزمان ، لكن الأحاديث أفادت وقوعه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك ما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين ، حتى رأوا حراء بينهما " . ثم تنتقل الآيات إلى الحديث عن القيامة ، حديثاً يجسد أهوالها { فتول عنهم . يوم يدع الداع إلى شيء نكر . خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر . مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } . ثم تحكي مصير الأمم السابقة ، وعاقبة الضلال والعناد منذ عهد نوح عليه السلام { كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر . فدعا ربه أني مغلوب فانتصر } مروراً بقوم عاد وثمود ولوط وفرعون { كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر . إنا أرسنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر . تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ... } . ثم تأتي الآيات بالوعيد للكافرين ، عذاب في الآخرة ، ومذلة وخزي في الدنيا { أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر . أم يقولون نحن جميع منتصر . سيهزم الجمع ويولون الدبر . بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } . وتختتم السورة ببيان مآل السعداء المتقين بعد ذكر مآل الأشقياء المجرمين ، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب ؛ مما يبشع العذاب يبرزه ، ويجلي النعيم ويزينه { إن المتقين في جنات ونهر . في مقعد صدق عند مليك مقتدر } . وللسورة فضل عظيم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها وبقاف في عيدي الأضحى والفطر لاشتمالهما على مقاصد عظيمة في تربية الأمة . روى الإمام أحمد بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد ؟ قال : بقاف واقتربت . د / أحمد أحمد جاد | |
|