د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: تعريف بسورة المجادلة الأربعاء يوليو 09, 2008 12:07 pm | |
| سورة المجادلة سورة المجادلة هي أولى سور الجزء الثامن والعشرين ، وترتيبها في المصحف الثامن والخمسون ، وهي السورة الثالثة بعد المائة في ترتيب النزول ، وعدد آياتها " ثنتان وعشرون آية " ، نزلت بعد سورة " المنافقون " وقبل سورة التحريم ، وقيل قبل سورة الأحزاب . وتسمى السورة الكريمة بـ " المجادَلة " ، و " المجادِلة " بفتح الدال وكسرها ، كما ورد في بعض المصاحف وكتب التفسير والسنة ، كما تسمى سورة " قد سمع " كما هو مشتهر في الكتاتيب وعلى ألسنة المحفظين ، وتسمى أيضاً سورة " الظهار " كما في مصحف أبي بن كعب ؛ وسبب ذلك أنها افتتحت بقضية مجادلة خولة في زوجها أوس بن الصامت لدى النبي صلى الله عليه وسلم في شأن مظاهرة زوجها . وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها سبب نزول السورة ، فتقول : " تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء ، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تقول : يا رسول الله أكل مالي ، وأفنى شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ، ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك . قالت : فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ... } [ المجادلة : 1 ] قالت : وزوجها أوس بن الصامت . وتناولت السورة أحكاماً تشريعية كثيرة ؛ كأحكام الظهار ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، وحكم التناجي ، وآداب المجالس ، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعدم مودة أعداء الله إلى غير ذلك ، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود . ابتدأت السورة ببيان قصة المجادِلة ( خولة بنت ثعلبة ) التي ظاهر منها زوجها ( أوس بن الصامت ) على عادة أهل الجاهلية في تحريم الزوجة بالظهار ، والظهار مشتق من الظهر وهو قول الرجل لزوجته : أنت عليَّ كظهر أمي . وهي تشتكي إلى الله ظلم زوجها لها أمام الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم عقبت السورة ببيان الحكم في هذه القضية وإبطال ما كان في الجاهلية من تحريم الزوجة إذا ظاهر منها زوجها ، وأن عملهم هذا مخالف لما أراده الله ، وأنه من أوهامهم وزورهم التي حكم الله ببطلانها ، ثم بينت السورة كفارة الظهار { الذين يظاهرون من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً وإن الله لعفو غفور .. } [ المجادلة : 2 – 4 ] . ثم تحدثت السورة عن التناجي ، وهو الإسرار بالكلام ، وكان من دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين ، فنهت السورة المؤمنين عن التناجي بالإثم والعدوان ؛ لما فيه من إيغار الصدور ، وإضعاف لحمة المجتمع المسلم ، وأمرتهم بالتناجي بالبر والتقوى ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون } [ المجادلة : 9 ] . ثم تعرضت السورة لآداب المجالس من الإفساح والتوسعة للقادم ؛ مما يزيد الحب والود بين المؤمنين ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير } [ المجادلة : 11 ] . وبينت السورة أدب مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن كثر سائلوه حتى شقوا عليه ، فأمرهم الله بتقديم صدقة بين يدي نجواه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم } [ المجادلة : 12 ] . وتناولت السورة المنافقين { ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون .. } [ المجادلة : 14 – 19 ] . وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الولاء والبراء ( الحب والبغض في الله ) ، قال تعالى : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله .. } [ المجادلة : 22 ] . [b] | |
|