د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: العبر في تاريخ من غبر الأربعاء يوليو 09, 2008 12:13 pm | |
| قرأت لك 3 العبر في خبر من غبر كتاب ألفه الحافظ الذهبي (شمس الدين، أبو عبد الله محمد التركماني الأصل الفارقي ثم الدمشقي) المتوفى سنة(748هـ ـ 1347م) ـ أحد أئمة الحديث والتاريخ في القرن الثامن الهجري ـ الرابع عشر الميلادي . بدأ الذهبي في وضع كتاب العبر عام (714هـ/1314م) على الأرجح وذلك بعد انتهائه من تأليف كتابه تاريخ الإسلام ؛ فكتاب العبر تلخيص لكتاب تاريخ الإسلام , وقد انتهى من كتابة العبر عام (715هـ ـ 1315م). علل الذهبي قيامه بتلخيص كتاب قد كتبه بنفسه في مقدمة العبربقوله : (هذا تاريخ مختصر على السنوات أذكر فيه ما قدر لى من أشهر الحوادث والوفيات مما يتعين على الذكي حفظه وينبغي للطالب ضبطه ويتحتم على العالم إحضاره ) ويتضح من كلام الذهبي أنه وضع هذا الكتاب تيسيرا لطلاب العلم ولذا اقتصر على ذكر الحوادث الشهيرة ،والتراجم التى يجب على الطالب معرفتها ، وأيضا كتذكرة للعلماء بهذه الحوادث والوفيات التى يتحتم عليهم معرفتها، وقد يُلام أحدهم على عدم ضبط بعضها , وكمادة ثقافية مركزة لأهل الثقافة . ورغم ذلك فإن كتاب العبر لم يكن مجرد اختصار لمعلومات مطولة أوجزها الذهبي من كتابه تاريخ الإسلام ، فإذا قارنا ما فى العبر من الحوادث والوفيات بما فى تاريخ الإسلام وجدنا أن الذهبي لم يتقيد تماما بما ذكره فى تاريخ الإسلام فقد ذكر فى العبر من الحوادث والوفيات ما لم يذكره فى التاريخ وكذلك العكس ، وهذا يدل على أنه كان يختار ويؤلف ولا يلخص فقط كما يظن البعض ، ومن هنا فإنه لا غنى للباحث والعالم عن كلِّ من الكتابين فلكل كتاب صفاته الخاصة ومزاياه . ومن المزايا التى اختص بها كتاب العبر وجعلت له شأنا عند العلماء والمؤرخين سهولة الاطلاع عليه , فمن الأيسر للعالم والطالب أن يقرأ مجلدين فيهما خلاصة التاريخ الإسلامي في حوادثه وتراجمه باختيار مؤرخ كبير كالذهبي ، من أن يقرأ أحد عشر مجلدا ضخما ـ حسب مخطوطة تاريخ الإسلام ـ لذلك وجدنا كثيرا من العلماء اعتمدوا على العبر فى نقولهم منهم: ابن العماد الحنبلى الذى نقل منه كثيرا في كتابه شذرات الذهب ، وأيضا النعيمي الذي اعتمد على العبر اعتمادا كبيرا فى كتابه تنبيه الطالب الذى طبع باسم ( الدارس فى تاريخ المدارس ) كما نجد عددا من المؤرخين تابعوا الذهبي في مؤلفه العبر فقاموا بالتذييل عليه وساروا على منهجه فى العبر باقتصارهم على ذكر الحوادث الكبيرة والوفيات المهمة وسموها ذيول العبر . بدأ الذهبي تأريخه في العبر من العام الأول الهجري حتى عام سبعمائة من الهجرة وتنقسم مخطوطة " العبر" إلى جزأين الأول يبدأ من العام الأول للهجرة حتى عام(343هـ/954م) والثاني يبدأ من عام(344هـ/954م) حتى عام (700هـ/1301م) ، أما عن منهج الذهبي في العبر فإنه كان يذكر أولا الحوادث المهمة فى كل سنة حسب تسلسل الشهور الهجرية , ثم يتبعها بذكر وفيات الأعيان فى تلك السنة ، وقد رتبها على نسق حروف المعجم لأسماء المترجمين، ومن الملاحظ أن الحوادث والتراجم التي أوردها الذهبي كانت مختصرة وقليلة، وتكاد تنحصر بالبلاد الشامية والمصرية. ونظرا لأهمية هذا الكتاب فقد انكب الباحثون فى العصر الحديث على تحقيق هذا الكتاب من أجل تيسير قراءته وسهولة الانتفاع به ونشره بين أيدي الطلاب والعلماء والباحثين وكان أول من عمل على تحقيق هذا الكتاب العالمان المحققان الجليلان الدكتور صلاح الدين المنجد والأستاذ فؤاد سيد فقد بذلا جهدا مشكورا فى تحقيق هذا الكتاب ونشره معتمدين على النسختين الخطيتين السابقتين , وساندتهما دائرة المطبوعات والنشر فى الكويت بطباعة ذلك التحقيق وصدرت هذه الطبعة المحققة فى خمسة أجزاء قام صلاح الدين المنجد بتحقيق الثلاثة الأجزاء الأولى على حين حقق فؤاد السيد الجزأين الرابع والخامس وقد استغرق صدور الكتاب ست سنوات من (1380ـ1386هـ =1960ـ 1966م) وتميز كتاب العبر بكثرة الذيول عليه مما يدل على اقتناع العلماء الذين جاءوا بعد الذهبي بأهمية كتاب العبر وإعجابهم بهم وموافقتهم على ما انتخبه الذهبي ولخصه من كتابه تاريخ الإسلام ؛ولهذا قاموا بالتذييل عليه مترسمين منهج الذهبي ومتتبعين خطاه فى ذيولهم . د / أحمد أحمد جاد [b] | |
|