عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
موضوع: من محاور القرآن2 ــ5 الأربعاء يوليو 02, 2008 6:18 am
[center] 2- الدعوة إلى التفكير في الكون لا يحسن معرفة الله سبحانه وتعالى من يعمى عن خلقه ، والذاهل عن الكون وما فيه عاجز عن معرفة الخالق القدير ، لأن الناظر في الكون يدرك عظمة المبدع وحكمته وعلمه ، والحقيقة أن ما غاب عنا أكبر بكثير مما علمنا – لأننا نعيش على جزء ضئيل من كون فسيح – ومع هذا لا يمكن أن نتجاهل عظمة الملكوت الكبير والأمر كما قال الله سبحانه : ( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) غافر 57 وعلى هذا الأساس يجدر بنا أن نجعل الكون وما فيه مسرحا لفكرنا وينبوعا لإيماننا لأن الإسلام يبني المعرفة على البصر العميق بالكون والبحث المستمر فيه ، وقد أبان القرآن الكريم أن المجال الأول للفكر هو مادة هذا الكون وقد نادى الله سبحانه وتعالى على الإنسانية أن تعرف ربها من خلاله في قوله : (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم 000 ) البقرة آية 21 ، 22 والكون في القرآن الكريم نفيس القيمة غال عند صانعه ، وغلاؤه راجع إلى دلالته على خالقه ، وقد لفتنا القرآن الكريم في آيات كثيرة إلى عظمة الخالق في كونه كي نزداد إيمانا ، تدبر معي قوله تعالى : ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) المؤمنون آية 18 يقول العلماء إن ثلاثة أرباع الأرض مغمور بالماء والأرض كروية وهي تدور حول الشمس ومع كرويتها ودورانها لا ينسكب ماؤها هنا أو هناك وعندما يتصور العقل البشري ذلك يتساءل : كيف يحدث هذا ؟ ومن يمسكه ؟ وتأتي الإجابة : إنه الله سبحانه الذي كف أمواجه وثبت أركانه فلا ينساب عن يمين أو شمال . وغير هذا كثير في القرآن الكريم . إن دراسة الكون النظر في ملكوت الله والتدبر في صنعه سبحانه وتعالى نهج قرآني واضح الهدف منه بناء الإيمان ودعمه وحراسته ، وأيضا منفعة البشر ومتاعهم فأحيانا كثيرة أسمع قول ربنا سبحانه : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ) الغاشية17 : 20 ثم أقول متسائلا : هل نظرنا ؟ ولماذا كان نظر غيرنا أعمق وأطول وأحسن ؟ وأحيانا أسمع قول ربنا سبحانه: ( وهو الذي أن أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون . وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون . وهو الذي يحي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون ) المؤمنون 78: 80 ثم أقول : هل عقلنا ووعينا ؟ ولماذا كان فهم غيرنا أحسن ؟ ووعيهم أفضل ؟ وأحيانا أخرى أسمع قول ربي سبحانه : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ثم أتساءل : هل تدبرنا ؟ هل فقهنا ؟ إن النظر في الكون لمعرفة الله سبحانه أمر استحوذ على نصيب وافر من آيات القرآن الكريم ومحور هام من محاوره المتعددة 00 فهل وعينا ذلك ؟ د / أحمد جاد