د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: من محاور القرآن 3ــ5 الأربعاء يوليو 02, 2008 6:19 am | |
| 3 – القصص القرآني الصور التي تلتقط لمكان واحد من زوايا مختلفة تختلف باختلاف الزوايا وإن كان المكان واحد لا يتغير وعلي هذا الأساس أرد علي من يتهم القصص القرآني بالتناقض أو التكرار لأن لكل قصة في موضعها هدفا مقصودا وتأثيرا مغايرا يحتاج إليه السامع ويستفاد من التكرار ، والقصص القرآني أوسع المحاور القرآنية ، وقد امتاز بسمو الغاية وشريف المقصد وعلو المرمى ونبل الهدف وقد اعتنى بالأخلاق ليهذب النفوس ويجمل الطباع وينشر الحكمة والآداب ، وهو يسلك في ذلك مسلك الحوار حينا وحينا آخر يسلك مسلك الحكمة والاعتبار وطورا يسلك طريق التخويف والإنذار ، والهدف منه إعطاؤنا صورة مركزة وواضحة عن الأمم السابقة لنتعظ ونعتبر ،وأيضا ليسري به عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويخفف عنه كأنه يقول له إذا كنت كذبت وأوذيت وحوصرت وهاجرت فقد حدث هذا للأنبياء قبلك فلا تبتئس بما يفعلون . والقصة في القرآن الكريم- سواء أكانت مفردة أم مكررة- تكون أداة تربية ومصدر توجيه ووعظ ،يدعم الفرد والجماعة ويظهر ذلك جليا في قصة أهل الكهف وسواها من القصص القرآنية الخالدة ،إذ نرى المولى- سبحانه وتعالى- يوجه الرسول– صلى الله عليه وسلم– فينهاه عن مماراة أهل الكتاب ويأمره أن يقص عليهم القصة من غير تجهيل لهم ولا تصريح بتوبيخهم،ثم ينهاه أيضا عن سؤالهم سؤال استفتاء أو إحراج لإظهار جهلهم،ثم يعلمه قول(إن شاء الله) كلما عزم على القيام بعمل في المستقبل لأنه لا يملك القدرة على إنفاذه بغير مراد الله- سبحانه- وقد بدأت القصة باستفهام تعجبي ليثير الانتباه ويوجه العقول إلى ما تضمنته القصة من معجزات حيث يقول– سبحانه( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) وهم فتية تلاقت قلوبهم وتآلفت أرواحهم واعتنقوا التوحيد واتفقوا على إخفاء أمرهم ليحفظوا أنفسهم من ملكهم المشرك وما لبث أن علم الملك بأمرهم وواجههم بفعلهم وأنذرهم قائلا : إما رجوع إلى ملتنا وإما أن يجدوا أنفسهم أشلاء ممزقة ، وربط الله على قلوبهم وثبتهم على دينهم واتفقوا على الفرار مهاجرين إلى ربهم ، ولمحهم كلب في الطريق فسار في إثرهم وتعلق بهم وانتهوا في سيرهم إلى كهف فيه ماء وثمار فأكلوا وشربوا ثم اضطجعوا ليستريحوا فضرب الله على سمعهم ولم ينتبهوا إلا بعد تسع وثلاثمائة سنة واستيقظوا جياعا، مختلفين في مدة نومهم فقال قائلهم : الله أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم ليشتري لنا طعاما وليكن حذرا، ومع حذره تعرف عليه الناس وفطنوا لأمره فخاف على نفسه وإخوانه، وهم بالهروب فقال له أحدهم لا تخف إن الملك الذي يطلبهم قد مات وأن الملك الموجود الآن مؤمن بالله وسمع الملك بأمرهم فأسرع إليهم ودعاهم إلى قصره فقالوا ما نبغي بالحياة وقد مات الولد والحفيد وتوجهوا إلى الله طالبين أن يختارهم لجواره وما هي إلا لحظة حتى وقعوا أجسادا لا حياة فيها ، فقال القوم : لعل الله أعثرنا عليهم لنعلم أن البعث حق والساعة آتية لا ريب فيها ، وهي قصة تعلمنا شيئا وهكذا قصص القرآن الكريم . د / أحمد جاد | |
|