د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: السلام عليكم الثلاثاء أبريل 20, 2010 5:07 am | |
| أخي أيمن شكرا على مرورك الكريم | |
|
ايمن عتابي
عدد المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 40 الموقع : www.aymanattaby.ahlamontada.com
| موضوع: رد: الضحك في القرآن الإثنين أبريل 19, 2010 5:40 pm | |
| جزاكم الله كل خير علي هذا الموضوع الشيق والمفيد | |
|
د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: الضحك في القرآن الخميس يوليو 03, 2008 7:59 am | |
| الضحك فى القرآن الكريم { قد قال الله جلَّ ذكره : (( وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا )) النجم 43 - 44 فوضع الضحك بحذاء الحياة ، ووضع البكاء بحذاء الموت ، وإنه لايضيف الله إلى نفسه القبيح ، ولايمن على خلقه بالنقص . وكيف لا يكون موقعه من سرور النفس عظيمًا ، ومن مصلحة الطباع كبيرًا ، وهو فى أصل الطباع ، وفى أساس التركيب . }بهذه الكلمات عبر الجاحظ عن فهمه للآيتين الكريمتين ؛ وهو فهم يكشف عن الإعجاز القرآنى الذى أجمل وأوجز ، ويكشف – أيضًا – عن فطنة الجاحظ الذى سبق الكثير من النظريات العلمية الحديثة التى تعرضت للضحك .وبالرغم من وضوح معنى الآيتين ، وماتؤكدانه من القيمة الإيجابية للضحك كخاصة إنسانية فطر الله الناس عليها ؛ إلا أن نظرة سلبية دونية وصمت الضحك وتعلقت به ولم تسلم مسيرته فى الحياة أو الأدب من آثارها . إن الضحك خاصة بشرية محضة لايستغنى عنها الفرد كما يرى علماء النفس ، وحاجة جماعية لاغنى للمجتمع – أى مجتمع إنسانى – عنها كما يرى علماء الاجتماع . وهو ماعبر عنه الجاحظ بقوله إنه فى أصل الطباع الإنسانية وفى أساس تركيب الإنسان !يعرف الضحك بكونه نزعة غريزية واستعداد فطرى لايكتسب بالتجربة ، وهو أيضًا محاولة عضلية للتخلص من شعور غير محتمل مع التحول المفاجئ فى وجهة الشعور . ويعرف أيضًا بأنه تطور منطقى وحاسة اجتماعية . ويقسم علماء النفس الضحك إلى أنواع متعددة من حيث الوظائف الاجتماعية التى يقوم بها ؛ فهناك ضحك الترحيب أو الاستقبال ، وهناك ضحك الطرد أو الاستبعاد ، وغير ذلك مما يستعصى على الحصر فكما أن علماء النفس يقولون إن الإنسان حيوان ضاحك ؛ فإنهم يضيفون إنه – أى الإنسان – ماكان ليضحك لو كان وحيدًا ! فضحكنا هو أبدًا ضحك جماعة كما يرى هنرى برجسون ، فالضحك مهما نفترضه صريحًا إنما يخفى وراءه تفاهمًا أو قل تآمرًا مع ضاحكين آخرين حقيقيين أو خياليين . ولذا يصعب ترجمة الآثار المضحكةمن لغة إلى أخرى لارتباطها بما ألفه مجتمع خاص من عادات وأفكار . وهو ما يفضى بنا إلى ظاهرة { الإشعاع السيكو – فزيائى } التى تجعل من الضحك ظاهرة معدية حيث ننفجر ضاحكين إذا ما اندمجنا وسط جماعة ضاحكة حتى قبل أن نعرف السبب فى ضحكهم . وهو ما يلجأ مخرجى البرامج المضحكة إلى إضافة أصوات ضحكات لجمهور مستعار لتحث المتلقى نحو الضحك . ولقد التفت الجاحظ – من بين الكثير الذى سبق إليه – إلى هذه الظاهرة وجلها فى قوله : " ضحك من كان وحده لايكون على شطر مشاركة الأصحاب " .لقد استخدمت السخرية وغيرها من الأساليب والأسلحة التى تتوسل بالفكاهة والضحك منذ القدم للتعبير عن السخط والضيق والتفاعل على المستوى الاجتماعى والسياسى ، وكذلك استخدم سيفًا مصلتًا على رقاب الخارجين على الآداب العامة والمعايير الجمعية ، كما كانت ومازالت السخرية والفكاهة كأساليب مضحكة أدوات لمواجهة الأجنبى ومايحمله من قيم وافدة ، فى الوقت نفسه أداة لزلزلة العادات والتقاليد البالية .إن المستضعفين من النساء والأطفال والعمال بجانب الشعوب المغلوبة على أمرها ؛ يجعلون من الضحك الثأر السلمى العادل من الطبقات العليا فى نزوعها الدائم لاستبقاء امتيازاتها ومصالحها .وللضحك بجانب فوائده الاجتماعية فوائد جمة للجسم حيث يعمل على استعادة توازنه وتنشبط الدورة الدموية ، ومقاومة الضغوط النفسية والاجتماعية والجسدية . وقد وردت مادة الضحك فى القرآن الكريم عشر مرات على النحو التالى :1 – (( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرًا جزاءً بما كانوا يكسبون )) التوبة 822 – (( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق )) هود 713 – (( وكنتم منهم تضحكون )) المؤمنون 1104 – (( فتبسم ضاحكًا من قولها )) النمل 195 – (( فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون )) الزخرف 476 – ((وأنه هو أضحك وأبكى )) النجم 437 – (( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولاتبكون )) النجم 59 - 608 – (( وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة )) عبس 38 - 399 – (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) المطففين 2910 – (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) المطففين 34لقد جاءت المادة فى القرآن الكريم بدلالاتها المتنوعة المرتبطة بالضحك كما جاءت معبرة عن مختلف أنواع الضحك .فإذا كان ضحك السخرية والاستهزاء تمثل فى ضحك الكفار وأعداء الإسلام ، وهو ضحك باعثه الجهل والاستكبار والعناد ، ضحك ينساق فيه المرء دون تفكر أو إعمال عقل كما كان يدعوهم القرآن دائمًا ؛ ومن هنا تكون عاقبته وخيمة كما هددهم الحق سبحانه وتعالى : (( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرًا جزاءً بما كانوا يكسبون )) التوبة 82وفى المقابل نجد ضحك النصر والفوز والفلاح حين يجد المؤمن ماوعده الله حقًّا وصدقًا سواء كان ذلك فى الدنيا أوالآخرة ، وهو ضحك لايستشعره غير من أعمل عقله وأتعب نفسه فى استقصاء الحق والمثابرة والمصابرة عليه (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) المطففين 34.كما نجد ضحك التعجب كضحك امرأة إبراهيم عليه السلام ، وضحك النعمة كضحك سليمان عليه السلام ، وضحك الاستبشار كضحك المؤمنين ذوى الوجوه المسفرة الضاحكة استبشارًا ورضى بنعيم الله وجزيل عطائه .ولقد عبر القرآن الكريم عن ضحك الفرد – كامرأة إبراهيم ، وسليمان عليهما السلام – كما عبَّر عن ضحك الجماعة فى صورها المتعددة .لقد وضع القرآن الكريم الضحك فى سياقه الإنسانى الصحيح بإرجاعه إلى واهبه ومانحه سبحانه وتعالى بوصفه نعمة ينعم بها على من يشاء ؛ مما يستوجب شكر النعمة ، ولايكون الشكر الصحيح إلا باستخدام النعم كما أراد الله وفق منهجه وتشريعه دون إفراط يخلُّ بالوسطية التى يدعو إليها الإسلام ، أو تفريط ينفر من الضحك وكأنه نقمة ومنقصة لاتليق بمن يعرف طريق الله .لقد لاحظ الفيلسوف الإنجليزى هويتهد خلو التوراة من كل روح فكاهية ورجح أن يكون السبب فى ذلك أن شعب إسرائيل كان شعبا مضطهدا معذبا فكان هبوطه النفسى من عوامل انصرافه عن الضحك ، ولكن يضعف هذا السبب إذا وجدنا المسيحية تنتفى منها الروح الفكاهية أيضًا ! فلم يذكر عن المسيح أنه ضحك يومًا ، فى حين نص الإنجيل على بكائه ثلاث مرات ! وإذا كان القديس بولس قد أوصى المسيحيين فى إحدى رسائله بأن يفرحوا فى كل حين ؛ إلا أنه نفسه – كما قال رينان – لم يكن يعرف حتى لغة الابتسام ! وتنتشر الآراء المسيحية التى تعد الضحك رجسًا من عمل الشيطان كما كان يقول بوسويه أو الكاتب الكاثولوكى لامنيه .ويتأكد مما سبق موقف الإسلام الواضح الصريح من الضحك والفكاهة بالمقارنة بموقف الأديان الأخرى – بالطبع نعنى الصورة التى انتهت إليها على أيدى أتباعها – وهو ماأوجد سندًا شرعيًّا للفكاهة فى الإسلام – إن صح التعبير – .إذا أضفنا إلى تتبع مادة الضحك فى القرآن الكريم استخدام الوحى الإلهى السخرية كأسلوب قرآنى فى مواجهة الكفار والمشركين وكافة أعداء الإسلام والمعروف أن السخرية ماهى إلا أسلوب عدائى مصوغ بروح الفكاهة والضحك ، وهو مايعنى اهتمام القرآن الكريم بالضحك وصوره المتعددة وأشكاله المختلفة فى الأدب والإعلام والحرب العقيدية والنفسية والعسكرية ؛ ببث روح الاستعلاء على الأعداء بالسخرية منهم والاستهزاء من عقائدهم وهو جانب هام أضاءت جوانبه رسالة جامعية رائدة للمرحوم الدكتور عبد الحليم حفنى بعنوان { أسلوب السخرية فى القرآن الكريم } . | |
|