عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
موضوع: من محاور القرآن 1 ــ5 الأربعاء يوليو 02, 2008 6:15 am
من محاور القرآن 1- الدعوة إلى التوحيد
القرآن الكريم كتاب الله المعجز يجد فيه كل إنسان ما يريد لأنه اشتمل على كل شيء (ما فرطنا في الكتاب من شيء ) فإذا قرأه الطبيب وجد فيه بغيته وإذا قرأه المهندس وجد فيه مطلبه وإذا قرأه الجاهل سكت وصمت وخشع وخضع لا يعرف السبب ولكن يتولاه العجب وإذا سأله إنسان لماذا سكت وصمت وخشعت وخضعت أجاب صدق الله العظيم إنه قرآن ربنا . هذا الكتاب المعجز يدور حول محاور عدة منها : الدعوة إلى التوحيد الخالص لأن الناس قديما كانوا يعرفون الألوهية معرفة ناقصة فكانوا يضمون إلى عبادة الله آلهة أخرى من صنع أنفسهم وإلى جانب هؤلاء كانت هناك فئة ومازالت تنكر الألوهية وتعتقد أن الحياة بدأت من الصفر وتنطلق كما تشاء وللقرآن الكريم موقف إزاء هؤلاء وألئك فحديثة عن الله يمزج بين أمرين :الأول احتياج العالم إلى الله سبحانه لأنه من المستحيل أن يتخلق من غير خالق أو يرزق من غير رازق – الثاني :أن هذا الخالق واحد لا شريك له ليس له ند أوضد (له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى )طه آيه (6) والحقيقة أن وجود الله سبحانه ليست قضية تحتمل القيل والقال والأخذ والرد لأن الإنسان إذا تأمل ذاته لا يجد مكانا لشبهة أو مجالا لشك ففي جسم الإنسان مثلا مائة ألف شعره كما يقول علماءالأحياء بعضها يحلق ويحل غيره مكانه وبعضها يبقي من المهد إلي اللحد فمن زرع هذه الشعيرات ومن حكم علي بعضها بالطول وبعضها بالقصير.وفى الدم ملاين الكرات البيضاء والحمراء قال عنها علماء الأحياء إنها تصنع في نخاع العظام ترى من اختفى داخل هذه العظام ليصنع هذه الكرات ويزودها بخصائص الحياة والقوه (الله خالق كل شيء وهو علي كل شيء وكيل ) الزمر آيه (62) ومعني هذا أن وجود الله حقيقة أزلية أبدية وافتقار العالم إليه لا مرية فيه ولا شبهة ولهذا نرى القرآن الكريم يدعو الناس إلى التوحيد الخالص في آيات متعددة ( إنما إلهكم إله واحد ) ( وأنا ربكم فاعبدون ) ( ألم ترى أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ) آل عمران آية 83 ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده) الإسراء آية 44 فالقرآن تنقية للعقائد لأنه وسع دائرة التوحيد داخل النفس وجعله توحيدا عمليا لينفض الإنسان يده من غير الله فهو دائم القول ( أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجو في عتو ونفور ) الملك آية 20 – 21 ونخلص إلى أن التوحيد قانون الوجود ونظام الحياة وأنه ليس لشيء في الأرض أو السماء وجود من ذاته فالكل وجد بإيجاد الله وبقي بإمداده ولولا الله سبحانه ما برز شيء إلى الوجود ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) الحديد آية 3 والدعوة إلى التوحيد هي المحور الأول من المحاور التي اهتم بها القرآن الكريم فهل وعينا ذلك أيها المسلمون. د / أحمد جاد