د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: من محاور القرآن 4ــ5 الأربعاء يوليو 02, 2008 6:20 am | |
|
4- البعث والحساب
خلق الله ــ سبحانه وتعالى ــ آدم وذريته ليخلدوا ، وجعل الموت رقدة مؤقتة فاصلة بين حياتين ، أو مرحلتين من الوجود ، وجعل الأولي للزرع والأخرى للحصاد ، وقد أكثر القرآن الكريم الحديث عن الحياة الآخرة وحسابها الدقيق ونعيمها المقيم وعذابها الدائم ، وأكد لنا أن الحياة فوق التراب مدة صغيرة ، وأن استغراقها في الأفراح والأحزان خدعة كبيرة ، وأن الطريق الوحيد هو الإيمان بالله واليوم الآخر ، وبين أن أغلب الناس لا يستعد للقاء الله - سبحانه وتعالى - وأنهم جميعا ينساقون وراء مآربهم بطيش ، ويحتجبون داخلها فلا يبصرون أية عقبي ومن أجل ذلك تكرر ذكر البعث والحساب في القرآن الكريم ، لا تكاد تخلو منه سورة ، وفي السورة الأولي منه حمد لله رب العالمين ، المالك ليوم الدين أي يوم الحساب ، ونحن نقرؤها عشرات المرات كل يوم فلا نكاد نلتفت إلي ذلك0
والحقيقة أن أعمارنا في الدنيا قصيرة ، وإغفال المستقبل خيانة كبيرة ، وترك الاستعداد له ضياع عظيم ، لذلك كان الاستعداد للمستقبل خلق محمود عند أولى لألباب ، وكثير من الناس يعنى بالمستقبل ما تبقى له من الحياة الدنيا وحسب بالرغم من عشرات الموتى كل ساعة يقول تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون . ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون .لاهية قلوبهم ) الأنبياء آية 1 : 3 والمؤمن الواعي يعرف أن المستقبل الحقيقي يشمل القليل الباقي من العمر ، والكثير الباقي من الحياة الآخرة بعد الرحيل من الدنيا ، وقد نبهنا القرآن الكريم إلى ذلك في قوله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون . ولا تكونوا كالذين نسو الله فأنساهم أنفسهم ) الحشر آية18،19وقد تحدث القرآن طويلا عن أحوال الناس يوم الحساب مبينا أن الحساب الإلهي يشمل الخلق أجمعين من بدء الخليقة إلي انتهاء الحياة بالنفخ في الصور ، ومظهرا أنه سيكون يوما عصيبا يقول تعالي ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود . وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بأذنه فمنهم شقي وسعيد) هود آية 103: 105 ويجدر بنا أن ننبه إلى أن السؤال العسير يوجه إلى الأفراد وإلى الأمم والمجتمعات يقول تعالى( ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون . وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون) الجاثية آيه 27،28فهل استعد الجميع لهذا اليوم الذي سيقيم الله - سبحانه - فيه العدالة ويقتص من الظالمين الغافلين يقول سبحانه وتعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق . يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ) غافر آية 15: 17 فهل استعد الجميع لذلك ؟
د / أحمد أحمد جاد
| |
|