د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: القرآن الكريم أحسن الحديث الأربعاء يوليو 02, 2008 6:24 am | |
| القرآن الكريم أحسن الحديث
كان القرآن الكريم أحسن الحديث لقول الله – سبحانه وتعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) الزمر آية 23 ، وقد سمي القرآن الكريم حديثا لأن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان يحدث به أصحابه وقومه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في آيات عديدة منها قوله تعالى : ( إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون . لا يمسه إلا المطهرون . تنزيل من رب العالمين . أ فبهذا الحديث أنتم مدهنون ) الواقعة الآيات 77 : 81 وقوله سبحانه : ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) الجاثية آية 6 وسوى ذلك في كتاب الله ـ سبحانه ـ كما في سور : النجم ، والقلم ، والمرسلات .
وكان القرآن الكريم أحسن الحديث لتشابه آياته في الحسن ، والحكمة ، والصدق ، وعدم الاختلاف ، والتأثير في القلوب ، ومن وجوه حسنه ـ أيضا ـ أن القصص ، والمواعظ ، والأحكام تتكرر فيه فلا تمل كما تمل أحاديث البشر ، ومنها ـ أيضا ـ سلاسة أسلوبه ، وحلاوته ، وطلاوته ، وتصويره للمعاني تصويرا يجسمها ، ويقربها إلى الأذهان ، ومنها كذلك أن آياته نوعان : أولهما : نوع تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، وهي الآيات التي تتحدث عن العذاب ، والوعيد ، والعقاب ؛ وثانيهما : نوع تلين منه جلودهم ، وهي الآيات التي تتحدث عن البشرى ، والرحمة ، والمغفرة ؛ ومن آياته التي تبث البشر إلى النفوس ، وتطمئن القلوب قوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . نحن أوليـاؤكـم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلا من غفور رحيم ) فصلت آية 30 ، 31 ، فأي قلب لا يلين ، ولا يخشع عند سماع هذا الحديث الصادق ، وأي عاقل لا يطمع فيما وعد الله ـ سبحانه وتعالى ـ به عباده المؤمنين المستقيمين ، وأي حديث يقارب هذا الحديث الإلهي في حسن العبارة ، وجمال الأسلوب ، وجذب النفوس بما اشتمل عليه من تطمين ، وتبشير ، ووعد حق ، وتكفل بالسلامة من المخاوف ، ورعاية الملائكة للمؤمنين في حياتهم حتى يدخلوهم الجنة .
ومن الآيات التي تقشعر منها الجلود ، وتفزع منها النفوس قوله ـ سبحانه وتعالى ـ عن قوم عاد وثمود : ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة . فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية . وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما . فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية . فهل ترى لهم من باقية ) الحاقة آية 4 : 8 ، ما أخوف هذا الأسلوب ، وأشده على القلوب المؤمنة الصادقة ، وأي إنسان مؤمن صادق الإيمان يسمع ، أو يتلو هذه الآيات يقشعر جلده ، وتفزع نفسه ، ويضطرب قلبه ، فهل من معتبر ؟
د/ أحمد أحمد جاد | |
|