د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: الفرق بين القرآن والحديث القدسي الأربعاء يوليو 02, 2008 6:30 am | |
| الفرق بين القرآن والحديث القدسي والنبوي
كثير من الناس يخلط بين القرآن الكريم والحديث القدسي ، وبعضهم لا يعرف الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي ، ولهذا يجمل بنا التنويه إلى الفرق بين هذه الثلاثة فنقول : إن القرآن الكريم هو دستور الله الخالد الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ـ ظلمات الشرك والجهل والعبودية والتخلف ـ إلى نور التوحيد والعلم والحرية والحضارة ، وقد عرفه العلماء بأنه كلام الله المعجز ،المنزل على نبيه محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ المتعبد بتلاوته ، المتحد بأقصر سورة منه ، ولفظ القرآن مأخوذ من الفعل قرأ يقرأ قراءة وقرآنا قال تعالى : (لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) القيامة آية 16: 18 ، فلفظ قرآن في هذه الآيات بمعنى القراءة وهو على وزن فعلان ، ويطلق لفظ قرآن على جميع سور القرآن وآياته ، وله أسماء كثيرة منها : الفرقان ـ الذكر ـ التنزيل وسواها ، وله أيضا صفات كثيرة فقد وصف بأنه نور وهدى ، وشفاء ، ورحمة ، وموعظة ، ومجيد ، ومبارك ، ومبين إلى غير ذلك من الصفات الطيبة الجليلة . هذا عن تعريف القرآن وأسمائه وصفاته .
أما الحديث القدسي فقد قال العلماء في تعريفه إنه ما يضيفه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ من أقوال ، ومثال ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ….)
أما الحديث النبوي فهو : ما أضيف إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة . فالقول مثل حديث ( إنما الأعمال بالنيات ….) وسواه من الأحاديث المروية عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ والفعل مثل الأحاديث التي تعلم المسلمين كيفية الصلاة والحج وسواها من العبادات ، والإقرار مثل موافقته على فعل بعض أصحابه سواء أ كان ذلك في غيبته أم في حضوره ، وأما الصفة فكوصف السيدة عائشة له بقولها : كان خلقه القرآن .
وتتفق هذه الثلاثة(القرآن ـ الحديث القدسي ـ الحديث النبوي)في أنها من حيث المعنى من عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وتفترق عن بعضها البعض بفروق عديدة منها:أن ألفاظ القرآن ومعانيه من عند الله ـ تعالى ـ فهو وحي بالفظ والمعنى ، وهذا بخلاف الحديث القدسي فألفاظه على الراجح من عند الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أما الحديث النبوي فألفاظه من عند الرسول اتفاقا.وهناك فرق ثان هام جدا وهو أن القرآن الكريم لا تجوز روايته بالمعنى بخلاف الحديث القدسي والنبوي.والفرق الثالث أن القرآن الكريم هو الذي ثبت به الإعجاز والتحدي أما الحديث القدسي والنبوي فلم يقع بهما شيء من ذلك،بالإضافة إلى أن القرآن الكريم منقول جميعه بالتواتر. أما الأحاديث القدسية والنبوية فمنها:المتواتر،والصحيح،والحسن والضعيف وأخيرا إن القرآن الكريم هو المتعبد بتلاوته بخلاف الأحاديث القدسية والنبوية ويكفي هذا للتفريق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي فهل وعينا ذلك ؟
د / أحمد أحمد جاد | |
|