د.أحمد جاد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 25/06/2008 العمر : 63
| موضوع: رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم (1) الخميس ديسمبر 11, 2008 8:26 am | |
|
[b]رد الهجــوم المسمــوم
عن أبى هريرة المظلوم
(تفنيد كتاب "أبو هريرة" لشرف الدين الموسوى)
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
أبو هريرة (21ق. هـ- 59هـ/ 602- 679م) هو الصحابى الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، ويرجع نسبه إلى قبيلة الأزد، ونشأ يتيمًا في الجاهلية. أما بالنسبة إلى إسلامه فالمرجح أنه أسلم على يدالطفيل بن عمرو الدوسي، الذي وفد على النبي قبل الهجرة. ولم يلحق أبو هريرة رضي الله عنه بالرسول إلا عند الانتهاء من فتح خيبر. وفى هذه الرحلة صحب أبا هريرة ثمانون ممن أسلموا من قبيلة دوس، وصادف مجيئهم عودة المهاجرين من الحبشة، وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فخصهمالنبي بشيء من غنائم خيبر. ولزم، رضى الله عنه، الرسول وأصبح عريف أهل الصُّفّة في مسجد النبي عليه السلام، وكان حريصا على التقاط كل ما يتحدث به رسول الله. وقد عرف قدره الخلفاءُ، فجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاملا على البحرين، وحاول عليٌّ كرم الله وجهه أنيستعمله فأبى، ثم ولاه معاوية المدينة. وقد أُثِر عن الإمامالشافعي قوله: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره. وكان أكثر مقام أبي هريرة رضي الله عنه في المدينة، وتوفي في العقيق، وأثر عنه 5374حديثًا مرويًّا عن رسول الله (بشىء من التصرف عن مادة "أبو هريرة" فى "الموسوعة العربية العالمية").
وقد تعرض أبو هريرة من قبل بعض ذوى الانحرافات العقدية والأهواء والعصبيات المذهبية العمياء إلى هجوم أرعن قرأت بعضا من ثماره المرة فى الفترة الأخيرة. وآخر ما قرأت من هذا القبيل الكتاب الذى سوده شرف الدين الموسوى الشيعى بمداد الحقد الأسود وحاول أن ينال فيه من الرجل الكريم. وتصادف أن عثرت على ذلك الكتاب فى أحد المواقع الشيعية منذ ليال، فقرأته فقلت لنفسى: لا بد من كتابة كلمة تنبه القراء إلى الدوافع القميئة التى وراء هذا الكتاب وما به من أخطاء بل خطايا. ومن يطالع الكتاب سوف يهوله ما يعج به من كراهية للصحابة كلهم تقريبا لا لأبى هريرة وحده، وإن كان نصيب أبى هريرة هو النصيب الأكبر لأن الكتاب إنما يدور عليه هو بالذات. ففى زعم الموسوى أن الصحابة ليسوا كلهم عدولا موثوقين، بل فيهم المنافقون ومجهولو الحال وأهل الجرائم والوضاعون (ص7)، ناسيا أننا لا نقول عن المنافقين مثلا إنهم أصحاب رسول الله، وإلا فليقل لنا الموسوى: متى وأين قيل عن ابن أبى سلول أو أحد من أشباهه إنه واحد من صحابته صلى الله عليه وسلم؟ كذلك هل كان من أصحابه صلى الله عليه وسلم من كان من أهل الجرائم؟ فمن هو يا ترى؟ إننا لسنا ممن يقدس الصحابة أو يقول بعصمتهم من الخطإ، لكن ثمة فرقا بين خطإ وخطإ، إذ لم نعرف عن أحد ممن نقول عنهم إنهم من أصحابه صلى الله عليه وسلم من زنى أو سرق أو ارتد. قد نقول إن فلانا لقى رسول الله وتحدث معه مثلا، إلا أننا لا نقول بالضرورة إنه من أصحاب رسول الله. وأيا ما يكن الأمر فأين الدليل على أن أبا هريرة كان منافقا أو مجهول الحال أو من أهل الجرائم؟ هل كان النبى عليه السلام ليقربه منه كل هذا التقريب ويختصه بأشياء لم يقلها أمام غيره ويعتمد عليه فى إفشائها بين الصحابة لو كان من هؤلاء أو أولئك؟ ويستمر المؤلف الشيعى فيقول (فى نفس الصفحة): "الواجب تطهير الصحاح والمسانيد من كل ما لا يحتمله العقل من حديث هذا المكثار". لكن هل هو جاد فى تطبيق هذا المقياس؟ إذن فعليه أن يشتغل بأحاديث الشيعة التى يزعمون أنها من رواية أهل البيت، وكثير جدا جدا جدا منها ينبغى إسقاطه، قبل أن يفكر فى الاقتراب من الأحاديث التى رواها أبو هريرة. ثم هل من اللائق وصف أبى هريرة بـ"هذا المكثار" بما فى ذلك من تحقير؟
وهو يسمى "أهل السنة" بـ"الجمهور" (فى نفس الصفحة)، فهل هذا مما يصح استخدامه لهم؟ أقول هذا رغم أنى لا أعد نفسى من التابعين لأى مذهب، بل أنا مسلم وكفى. ثم إنه لا يكتفى بهذا، بل يتهمهم بأنهم "بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابيا حتى خرجوا عن الاعتدال فاحتجوا بالغث منهم والسمين واقتدوا بالطلقاء وأمثالهم ممن سمع النبي أو رآه اقتداء أعمى، وأنكروا على من يخالفهم في هذا الغلو وخرجوا في الإنكار عن كل حد من الحدود". فهل معاوية مثلا ممن ينبغى تكذيبهم، وقد اتخذه النبى كاتبا لوحيه، ولم يثبت أنه خان الأمانة؟ ثم لقد تزوج النبى بأخته، فهو يمتّ له عليه السلام برباط المصاهرة فوق رباط الإسلام! ولم يقل فيه النبى شيئا يمس إيمانه أو خلقه على رغم توافر الدواعى لذلك حسب مزاعم الشيعة. فما معنى كل هذا؟ إننا نحب عليا ونفضله على معاوية، لكننا لا نسىء إلى معاوية رغم وضعنا له فى الترتيب بعد علىٍّ، رضى الله عن الاثنين. ولو كان كل من اختلف مع من هو أفضل منه ينبغى أن يدان ويحكم عليه بالخروج من الدين وبِصِلِىّ النار لخربت الدنيا كلها ولم يخرج أحد سليما من الإدانة. ثم إننا لو آخذنا معاوية على قلبه الحكم من الشورى إلى الملك العضوض فليس هو وحده الذى صنع هذا، بل الشيعة أعرق منه فى ذلك وأحرى بالمؤاخذة، إذ هو فعلها لا عن دعوى دينية كما فعل الشيعة حين جعلوا وراثة الحكم فى الهاشميين دينا لا يُقْبَل الإسلام إلا به، بل سياسةً ليس إلا، فضلا عن أن الدولة الأموية لم تكن لتدوم إلى الأبد، أما الشيعة فجعلوا من الإيمان بحق على وذريته فى حكم المسلمين على الدوام ركنا ركينا فى الإسلام لا يتم الإسلام إلا به. فليست خطورة ما صنع العاهل الأموى إذن تضارع خطورة مزاعم الشيعة.
ويلاحظ القارئ الكريم أننى جعلت الموازنة هنا بين معاوية والشيعة لا بينه وبين علىٍّ، إذ لا أتصور ولو للحظة أن عليا، كرم الله وجهه، كان يؤمن بأن الحكم ينبغى أن يكون مقصورا عليه إلى يوم القيامة هو وذريته دون المسلمين أجمعين، لا لشىء إلا لكونه ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم إيماننا أنه أفضل من معاوية كما قلنا ونقول وسنقول دائما أبدا، مثلما نقول إن الحسين رضى الله عنه أفضل من يزيد بما لا يقاس. إلا أن المشكلة فى أمر الحسين هى أن المصلحين الكرام النبلاء الطيبين من أمثاله، رضى الله عنه وأرضاه، يظنون أنهم ما داموا يعملون من أجل مصلحة الناس فسوف يهب الناس فى التو واللحظة ملبين دعوتهم إلى الإصلاح بمجرد أن تقرع هذه الدعوة آذانهم، ناسين أن الجماهير قد تعشق مستبديها وجلاديها ومصاصى دمائها وتكره اتباع من يجتهدون فى إصلاح أحوالها باذلين كل ما يملكون من نفس ونفيس فى هذا السبيل حتى لو كانت ثمرة ذلك هى رميهم فى السجون وتعليقهم على أعواد المشانق. ولقد غررتْ شيعة الحسين به أيما تغرير، ثم سرعان ما انكشفت أمام عينيه الحقيقة المرة وتبين له أن مناصرتهم إياه لا تعدو أن تكون كلاما مزوقا مما يصدق عليه قول العامة: "يا كلام الليل يا مدهونا بالزبد، يطلع عليك النهار فتسيح". لقد تركوه لمصيره المأساوى الفاجع ليقتله المجرمون الأوباش ويقطعوا رأسه، لعنهم الله ولعن من أمر بهذا أو رضى به أو شمت مجرد شماتة، ولعن الله أيضا كل من ضحك على ابن الزهراء وجعله يرمى بنفسه فى المهالك تطلعا لتصحيح الحال المائل، ثم حين جد الجِدّ ونظر حوله إذا بالمخادعين المنافقين يذوبون من يده كما يذوب فص الملح فى الماء! إننى، رغم لعنى لمن قتله وحز رأسه وباهى بذلك أو رضى به، أرى أن اللعن الأول والأكبر ينبغى أن ينصب على رؤوس أولئك المخادعين الذين انقلبوا بعدما وقعت الفأس فى الرأس يبكون سبط رسول الله ويلطمون وجوههم ويضربون صدورهم بسلاسل الحديد مما لا يقدم ولا يؤخر، فضلا عن أن هذا العمل لا يليق إلا بالبرابرة المتخلفين. ولسنا نقول هذا تعفية على ما فعله القتلة المباشرون، فهؤلاء قد وصفناهم بأنهم أوباش مجرمون ولعنّاهم لعنا كبيرا، بل نقوله فضحا للأوضاع الزائفة التى تخدع الشرفاء الطيبين قليلى الخبرة بالحياة وبالجماهير.
[/b] | |
|