منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(4) Empty
مُساهمةموضوع: رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(4)   رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(4) I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 11, 2008 8:42 am

وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فإن ما فعله سليمان عليه السلام، حين حكم بأن يُشَقّ الصبى نصفين، يشبهه ما فعله على بن أبى طالب رضى الله عنه فى الحديث التالى من كتاب "الكافى" للكلينى المحدث الشيعى الشهير: "عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الأحْمَرِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَرَابَةً لِسُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الأمْرَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حَمْزَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ سَمِعْتُ غُلاماً بِالْمَدِينَةِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ احْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أُمِّي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَا غُلامُ لِمَ تَدْعُو عَلَى أُمِّكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا حَمَلَتْنِي فِي بَطْنِهَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ أَرْضَعَتْنِي حَوْلَيْنِ فَلَمَّا تَرَعْرَعْتُ وَ عَرَفْتُ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ وَ يَمِينِي عَنْ شِمَالِي طَرَدَتْنِي وَ انْتَفَتْ مِنِّي وَ زَعَمَتْ أَنَّهَا لا تَعْرِفُنِي فَقَالَ عُمَرُ أَيْنَ تَكُونُ الْوَالِدَةُ قَالَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلانٍ فَقَالَ عُمَرُ عَلَيَّ بِأُمِّ الْغُلامِ قَالَ فَأَتَوْا بِهَا مَعَ أَرْبَعَةِ إِخْوَةٍ لَهَا وَ أَرْبَعِينَ قَسَامَةً يَشْهَدُونَ لَهَا أَنَّهَا لا تَعْرِفُ الصَّبِيَّ وَ أَنَّ هَذَا الْغُلامَ غُلامٌ مُدَّعٍ ظَلُومٌ غَشُومٌ يُرِيدُ أَنْ يَفْضَحَهَا فِي عَشِيرَتِهَا وَ أَنَّ هَذِهِ جَارِيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ وَ أَنَّهَا بِخَاتَمِ رَبِّهَا فَقَالَ عُمَرُ يَا غُلامُ مَا تَقُولُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ وَ اللَّهِ أُمِّي حَمَلَتْنِي فِي بَطْنِهَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَرْضَعَتْنِي حَوْلَيْنِ فَلَمَّا تَرَعْرَعْتُ وَ عَرَفْتُ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ وَ يَمِينِي مِنْ شِمَالِي طَرَدَتْنِي وَ انْتَفَتْ مِنِّي وَزَعَمَتْ أَنَّهَا لا تَعْرِفُنِي فَقَالَ عُمَرُ يَا هَذِهِ مَا يَقُولُ الْغُلامُ فَقَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الَّذِي احْتَجَبَ بِالنُّورِ فَلا عَيْنَ تَرَاهُ وَ حَقِّ مُحَمَّدٍ وَ مَا وَلَدَ مَا أَعْرِفُهُ وَ لا أَدْرِي مِنْ أَيِّ النَّاسِ هُوَ وَ إِنَّهُ غُلامٌ مُدَّعٍ يُرِيدُ أَنْ يَفْضَحَنِي فِي عَشِيرَتِي وَ إِنِّي جَارِيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ أَتَزَوَّجْ قَطُّ وَ إِنِّي بِخَاتَمِ رَبِّي فَقَالَ عُمَرُ أَ لَكِ شُهُودٌ فَقَالَتْ نَعَمْ هَؤُلاءِ فَتَقَدَّمَ الأرْبَعُونَ الْقَسَامَةَ فَشَهِدُوا عِنْدَ عُمَرَ أَنَّ الْغُلامَ مُدَّعٍ يُرِيدُ أَنْ يَفْضَحَهَا فِي عَشِيرَتِهَا وَ أَنَّ هَذِهِ جَارِيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ وَ أَنَّهَا بِخَاتَمِ رَبِّهَا فَقَالَ عُمَرُ خُذُوا هَذَا الْغُلامَ وَ انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى السِّجْنِ حَتَّى نَسْأَلَ عَنِ الشُّهُودِ فَإِنْ عُدِّلَتْ شَهَادَتُهُمْ جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي فَأَخَذُوا الْغُلامَ يُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى السِّجْنِ فَتَلَقَّاهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَنَادَى الْغُلامُ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّنِي غُلامٌ مَظْلُومٌ وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلامَ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ عُمَرَ ثُمَّ قَالَ وَ هَذَا عُمَرُ قَدْ أَمَرَ بِي إِلَى الْحَبْسِ فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) رُدُّوهُ إِلَى عُمَرَ فَلَمَّا رَدُّوهُ قَالَ لَهُمْ عُمَرُ أَمَرْتُ بِهِ إِلَى السِّجْنِ فَرَدَدْتُمُوهُ إِلَيَّ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) أَنْ نَرُدَّهُ إِلَيْكَ وَ سَمِعْنَاكَ وَ أَنْتَ تَقُولُ لا تَعْصُوا لِعَلِيٍّ ( عليه السلام ) أَمْراً فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) فَقَالَ عَلَيَّ بِأُمِّ الْغُلامِ فَأَتَوْا بِهَا فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) يَا غُلامُ مَا تَقُولُ فَأَعَادَ الْكَلامَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام ) لِعُمَرَ أَ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَهُمْ فَقَالَ عُمَرُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ كَيْفَ لا وَ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ أَعْلَمُكُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ يَا هَذِهِ أَ لَكِ شُهُودٌ قَالَتْ نَعَمْ فَتَقَدَّمَ الأرْبَعُونَ قَسَامَةً فَشَهِدُوا بِالشَّهَادَةِ الأولَى فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) لاقْضِيَنَّ الْيَوْمَ بِقَضِيَّةٍ بَيْنَكُمَا هِيَ مَرْضَاةُ الرَّبِّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ عَلَّمَنِيهَا حَبِيبِي رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله ) ثُمَّ قَالَ لَهَا أَ لَكِ وَلِيٌّ قَالَتْ نَعَمْ هَؤُلاءِ إِخْوَتِي فَقَالَ لاخْوَتِهَا أَمْرِي فِيكُمْ وَ فِي أُخْتِكُمْ جَائِزٌ فَقَالُوا نَعَمْ يَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) أَمْرُكَ فِينَا وَ فِي أُخْتِنَا جَائِزٌ فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُ هَذَا الْغُلامَ مِنْ هَذِهِ الْجَارِيَةِ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ النَّقْدُ مِنْ مَالِي يَا قَنْبَرُ عَلَيَّ بِالدَّرَاهِمِ فَأَتَاهُ قَنْبَرٌ بِهَا فَصَبَّهَا فِي يَدِ الْغُلامِ قَالَ خُذْهَا فَصُبَّهَا فِي حَجْرِ امْرَأَتِكَ وَ لا تَأْتِنَا إِلا وَ بِكَ أَثَرُ الْعُرْسِ يَعْنِي الْغُسْلَ فَقَامَ الْغُلامُ فَصَبَّ الدَّرَاهِمَ فِي حَجْرِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ تَلَبَّبَهَا فَقَالَ لَهَا قُومِي فَنَادَتِ الْمَرْأَةُ النَّارَ النَّارَ يَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ تُرِيدُ أَنْ تُزَوِّجَنِي مِنْ وَلَدِي هَذَا وَ اللَّهِ وَلَدِي زَوَّجَنِي إِخْوَتِي هَجِيناً فَوَلَدْتُ مِنْهُ هَذَا الْغُلامَ فَلَمَّا تَرَعْرَعَ وَ شَبَّ أَمَرُونِي أَنْ أَنْتَفِيَ مِنْهُ وَ أَطْرُدَهُ وَ هَذَا وَ اللَّهِ وَلَدِي وَفُؤَادِي يَتَقَلَّى أَسَفاً عَلَى وَلَدِي قَالَ ثُمَّ أَخَذَتْ بِيَدِ الْغُلامِ وَ انْطَلَقَتْ وَ نَادَى عُمَرُ وَا عُمَرَاهْ لَوْ لا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ". ووجه الشبه هو أن كلا من سليمان بن داود وعليا كان يعرف أن الأمر لن يمضى، إذ هو مجرد حيلة أراد بها أن يستجلى الحقيقة، التى سرعان ما تجلت وانفضح الطرف الظالم فى الخصومة التى بين يديه.
أما ما كتبه الموسوى تحت عنوان "خيالية ثالثة ترمى إلى عواقب شكر النعم وعواقب كفرها"، بما يعنى أنه يتهم أبا هريرة بتأليف القصص الخيالية ونسبتها زُورًا ومَيْنًا إلى النبى عليه السلام، فإنه ضلال وحمق وعناد بلغ الغاية فى السخف والرقاعة، وليس وراءه إلا الحقد والتعصب الأعمى. قال: "أخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعا قال: إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى بدا لله عزوجل أن يبتليهم فبعث إليهم مَلَكًا، فأتى الأبرصَ فقال: أي شئ أَحَبُّ إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلد حسن. قد قَذِرني الناس! قال: فمسحه فذهب عنه، فأُعْطِيَ لونا حسنا وجلدا حسنا. فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الابل. فأُعْطِىَ ناقة عُشَراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرعَ فقال: أي شئ أحب اليك؟ قال: شَعْرٌ حسنٌ، وقد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب، وأُعْطِيَ شعرا حسنا. قال: فأي المال أحب اليك؟ قال: البقر. فاعطاه بقرة حاملا وقال: يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شئ أحب اليك؟ قال: يردّ الله إلىَّ بصري. قال: فمسحه، فردّ الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطاه الله شاة والدا. فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من ابل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من الغنم. ثم إنه أتى الأبرصَ في صورته وهيئته التي كان الأبرص أولا عليها فقال له: رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلّغ عليه في سفري،. فقال له: إن الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك. ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس فقيرا، فأعطاك الله؟ فقال: ورثتُ هذا كابرا عن كابر. فقال: إن كنتَ كاذبا فصَيَّرَك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيَّرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته فقال: رجل مسكين وابن سبيل تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم الا بالله ثم بك. أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: كنت أعمى فردّ الله بصري، وفقيرا فأغناني، فخذ ما شئت. فوالله لا أجهدك اليوم بشئ أخذته لله. فقال: أَمْسِكْ مالك، فإنما ابتليتهم. فقد رضى الله عنك، وسخط على صاحبيك. قلت: هذا الحديث من منسوجات أبي هريرة. وقد رقَّشه ووشّاه فكان كأحدث رواية خيالية يمثلها المزخرفون على مسارحهم في عصرنا الحاضر يرمي بها إلى عاقبتي شكر النعمة والكفر بها" (ص164- 166). وواضح أن ما جاء فى الحديث هو مما لا يمكن أن تنتطح فيه عنزتان لأنه هو الحق فى سطوعه وبهائه، وإلا فما الذى ينكره الموسوى من هذا الحديث العظيم الذى يحذرنا من بطر النعمة والتكبر على التعساء والمعوزين وغمطهم ما لهم من حقوق فى أموالنا، ناسين معاناتنا الماضية التى كان ينبغى أن تعطفنا عليهم لا أن تتحول إلى حاجز يقوم بيننا وبين الإحساس بآلامهم والمسارعة إلى تخفيفها بما نستطيع؟
ومثله إنكاره الحديثين العظيمين التاليين المفعم أولهما بالدعوة إلى الرحمة بالحيوان الأعجم المسكين الذى لا يملك من أمر نفسه شيئا، وثانيهما بالعطف الإلهى على الضعف البشرى ومد حبال الرجاء فى عفو الله وغفرانه وبره ولطفه: "أخرج البخاري عن أبي هريرة يرفعه، قال: بينما رجل يمشي في طريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش! قال: فنزل الرجل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب، فشكر الله له وغفر له بذلك... الحديث". وقد تعلم أن هذا الحديث والذي قبله إنما هما من مخيلة أبي هريرة يمثل بهما حسن عواقب العطف والحنان ويحض بهما على البر والاحسان. أخرج مسلم عن معمر، قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي قال: أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا متُّ فاحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر، فو الله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبني عذابا ما عذب به أحدا. ففعلوا ذلك به، فقال الله للأرض: أَدِّي ما أخذتِ. فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: مخافتك يا رب. فغفر له بذلك. قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: دخلت امرأة النار في هرةٍ ربطتها: فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خَشَاش الأرض... الحديث. قلت: أما المرأة ذات الهرة فإن كانت مؤمنة كانت، كما قالت عائشة، أكرم على الله من أن يعذبها في النار بهرة، وإن كانت كافرة فانما تعذَّب بكفرها. وأما ذلك المسرف فإنه، على ما يقتضيه الحديث، لم يكن أهلا للمغفرة، إذ لم يكتف بتمرده على الله تعالى طيلة حياته وتجاوزه الحد في موبقاته حتى مات مصرا على تمرده يائسا من رَوْح الله فارًّا من سلطانه إلى حيث لا تناله، على زعمه، قدرة الله عز سلطانه التي أحاطت بكل شىء، ولذلك أوصى تلك الوصية البربرية، فهو كافر بيأسه من رحمة الله وإنكاره لقدرة الله عز وجل. والكافر لا يستحق المغفرة، ولا هو لها بأهل إجماعا وقولا واحدا. على أن أسلوب هذا الحديث إنما هو أسلوب حكاية خيالية ترمى إلى عدم اليأس من رحمة الله ولو مع الإسراف، وإلى عدم الأمن من عذاب الله ولو مع الإيمان. وهاتان الحقيقتان في غِنًى عن روايات أبي هريرة وخيالاته لثبوتهما بنص الذكر الحكيم والفرقان العظيم: "ولا تيأسوا من رَوْح الله. إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون"، "أفَأَمِنوا مكر الله؟ فلا يأمن مَكْرَ الله إلا القومُ الخاسرون"، فالسنن المقدسة تبرأ أساليبها من هذا الحديث وأسلوبه كما لا يخفى. وأيضا لو فُرِض وقوع تلك الوصية من ذلك المسرف وفُرِض أنها بمجردها كانت سببا لمغفرة ذنوبه فرسول الله صلى الله عليه وآله لا يمكن أن يحدّث بها حتى يعلق عليها بكملة تحصرها، إذ لو حدَّث بها من غير تعليق كما نقله أبو هريرة لأغرى بها المسرفين من أمته، وهذا محال كما لا يخفى".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(10)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم (1)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(2)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الثقافة الإسلامية-
انتقل الى: