وبعد فقد وصلنى، فى البريد الضوئى عقب انتهائى من الصفحات الماضية، البيان التالى، وعنوانه "مثقفون من "الجيل الشيعي الجديد": لا لولاية الفقيه"، وهذا نصه: "مثقفون من "الجيل الشيعي الجديد": لا لولاية الفقيه"- 11 ناشطا يثيرون ضجة متوقعة: نرفض أن ندفع الخُمس، نرفض سب الخلفاء الراشدين ونرفض الدق على الصدور.
ميدل إيست أونلاين- المنامة: رفض مثقفون وناشطون شيعة عرب الخميس بعضا من أبرز المسلمات في المذهب الشيعي الاسلامي، وعلى رأسها مبدأ "ولاية الفقيه"، في خطوة يتوقع أن تثير ضجة واسعة لدى الأوساط الشيعية.
وأصدر "أبناء الشيعة من الجيل الجديد" بيانا يدعو إلى "تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي" في خطوة يتوقع أن تحدث ردود فعل كبيرة في الأوساط الشيعية حيث يتطرق البيان إلى أركانٍ محوريةٍ في الفقه الشيعي الرائج.
وقد وقع البيان 11 كاتبا وناشطا غالبيتهم من السعوديين دَعَوْا إلى مراجعات فكرية لأركان أساسية في المعتقدات الشيعية، ومنها نظرية "ولاية الفقيه"، معلنين رفضهم لنظام المرجعية والتقليد.
وطالب موقعو البيان "أبناء الشيعة في كافة الدول العربية إلى التوقيع على البيان ليكون حجر الأساس لبدء عهد جديد من العلاقة الإيجابية المثمرة بين الشيعة العرب ودولهم الوطنية وإخوتهم المواطنين فيها".
وجاء، في البيان المعنون: "نحو تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي"، "أن المتتبع لنشاط الطائفة الشيعية الكريمة في معظم أنحاء العالم، وبالخصوص في الخليج العربي، يلاحظ انشغالها شبه التام بالقضايا الطائفية والصراعات المذهبية ومناوشاتها التي لا تنقضي مع أختها الطائفة السنية الكريمة".
وأضاف: "كوننا من أبناء الشيعة من الجيل الجديد توصلنا الى قناعة برفض الكثير من المعتقدات والأحكام الشرعية التي ننظر لها كعائق حقيقي أمام شيوع وتجسيد قيم المحبة والتسامح مع إخوتنا من أبناء المذاهب الإسلامية، فضلا عن الأديان الأخرى".
وتابع: "فمن أجل ذلك اتفقت إراداتنا على أن نصدر هذا البيان الذي يوضح عقائدنا ومفاهيمنا وأهدافنا التي تصب في تحرير الإسلام الشيعي من الهيمنة والاستبداد والقضاء على كافة معوقات انسجام الشيعة مع أوطانهم وإخوتهم في الدين والوطن والأمة والإنسانية".
وحمل البيان 18 بندا تدعو لمراجعات فكرية وعقيدية وسياسية يتوقع أن تحدث ضجة في الأوساط الشيعية لأنها تتعلق بأركان أساسية في المعتقدات الشيعية، خصوصا مسألة "التقليد" و"إعطاء الخمس لرجال الدين" و"ممارسات التطبير والدق على الصدور في طقوس عاشوراء" و"نظرية ولاية الفقيه".
فقد أعلن موقعو البيان: "نرفض أن ندفع الخمس أو الزكاة لأي رجل دين، وندعو أبناء الشيعة في كافة أنحاء المعمورة لدفع الحقوق الشرعية لمن يكفل وصولها لفقرائهم ومعوزيهم" و"إنفاقها على تشييد المشاريع التي تساهم في تنمية وتعمير اوطانهم".
وأعلن الموقعون رفضهم لنظام المرجعية والتقليد بالقول: "إن نظام التقليد والمرجعية الحالي لم يظهر إلا في الـ200 عام الأخيرة فقط"، موضحين أن "الناس قبلا كانوا يرجعون لأي رجل دين في مسائلهم الفقهية العبادية التقليدية من دون تخصيص".
وأضافوا: "نرفض رفضا باتا قذف الخلفاء الثلاثة السابقين على الإمام علي بن ابي طالب، إذ إن قذفهم أمر لا جدوى منه ولا خير فيه ومدعاة للفرقة والانشقاق، ونطالب بتجاوز كافة عبارات الشتم والسباب واللعن الواردة ضدهم في التراث الشيعي، وذلك باعتبارهم رموزا تاريخية محترمة عند معظم المسلمين. كما ندعو إخواننا السنة إلى مثل ذلك".
ويعتبر الشيعة أن الخلفاء الثلاثة الاوائل للنبي (أبوبكر وعمر وعثمان) اغتصبوا الخلافة من الامام علي رابع الخلفاء الراشدين وأول أئمة الشيعة الاثني عشر.
كما أعلن موقعو البيان رفضهم لنظرية ولاية الفقيه بالقول: "لا نعتقد بما يسمى ولاية أمر المسلمين أو النيابة عن الإمام المعصوم بأي عنوان، وولاؤنا فقط لأوطاننا وشعوبنا وأمتنا".
ودعا البيان "أبناء الشيعة إلى مراجعة ممارستهم لبعض الشعائر الدينية كالضرب على الصدور والتطبير وضرب الظهر بسلاسل حديدية"، مؤكدا أن "هذه الممارسات لا تجلب سوى تنفير المسلمين وغير المسلمين من الإسلام والتشيع".
وطالب البيان "الشيعة العرب بالعمل الجاد لإنشاء مؤسسات ومرجعيات دينية وطنية في كل البلدان العربية التي يتواجد فيها الشيعة لتساهم في بناء أوطانها وترسيخ دعائم هويتها ووحدتها الوطنية وبث قيم التسامح والمحبة والإخاء ما بين أبنائها".
وأعلن أحد موقعي البيان، الكاتب والناشط الحقوقي السعودي نذير الماجد، أن "الإصلاح لا يؤتي ثماره إلا بإصلاح داخلي" و"أن حالة التشاحن الطائفي لا يمكن تجاوزها إلا بإصلاح البنى اللاهوتية والعقائدية التي تعمق هذا الشرخ" وفق تعبيره.
وقال الماجد: "بعض الاتجاهات والعناوين في الفكر الشيعي تتجه تلقائيا بشكل خاطئ لأنها مبنية على فكر طائفي. هناك كراهية توجَّه للاخر من ناحية فقهية وعقائدية. نسعى لتصحيح هذا عبر المصالحة مع الذات ".
وأضاف الماجد أنه "من الطبيعي أن يكون طموحنا نحو تغيير ثوري للفكر الشيعي. لا أعتقد أن المعتقد السني والشيعي ولُدِا في ظروف طبيعية بل في ظرف سياسي. هذا أثر كثيرا في المشتقات العقائدية" حسب تعبيره.
وتوقع الماجد "ردود فعل حادة من الأوساط الشيعية لأن الوضع مشحون طائفيا"، مستدركا: "لكن على مستوى النخبة أتوقع أن يلقى ترحيبا"، موضحا: "مثل هذه الدعوة التجديدية كانت موجودة من قبل، لكنها أُجْهِضَتْ للأسف لأسباب سياسية أو مصلحية".
وحمل البيان توقيع 11 كاتبا وباحثا وناشطا شيعيا من بينهم 7 من السعودية وباحث واحد من الكويت واثنان من الباحثين الشيعة العراقيين، وخصوصا أحمد الكاتب، وهو رجل دين شيعي عراقي ترك الحوزة وأصدر فيما بعد كتابا بعنوان "تطور الفكر السياسي الشيعي- من الإمامة إلى ولاية الفقيه" أثار ضجة في أوساط الشيعة عند صدوره قبل سنوات.
والموقعون الآخرون هم علي جابر سلامة (السعودية) والحاج أحمد المهري (مقيم في لندن) وطالب المولى (الكويت) ومحمود العلي (عراقي مقيم في لندن) وعلي شعبان (السعودية) وبلال الحسن (السعودية) وجعفر البحراني (السعودية) وعلي إبراهيم الرمضان (السعودية) ورائد قاسم (السعودية)".