منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي

الأدب شعرا ونثرا والتعريف بأمهات الكتب و الشعراء والثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.أحمد جاد
مدير المنتدى
مدير المنتدى
د.أحمد جاد


عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
العمر : 63

رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9) Empty
مُساهمةموضوع: رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9)   رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9) I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 11, 2008 8:58 am


ولا يستطيع الموسوى أن يطامن من بغضه للصِّدّيق فيورد ما فى بعض كتب الحديث من روايات منسوبة لأبى هريرة فى فضل أبى بكر تَذْكُر حلمه ومكانته العالية فى الجنة وغير ذلك إيراد المنكر المستنكر الحاقد (ص35). والواقع أن أبا بكر يستحق كل ما ذكرته كتب السنة الصحيحة من ثناء نبوى عليه، ومنها تبشيره بالجنة هو وبعض الصحابة الآخرين رغم أنف الموسوى وأشباهه ممن ضيقوا الإسلام ولا يريدون أن يبصروا فيه شيئا إلا عليا كرم الله وجهه. ومقطع الحق واليقين أنْ لو كان على حيا واطلع على هذه الضغائن من القوم لكان أول المتبرئين منها ومنهم، إذ لم يكن رضى الله عنه وأرضاه بهذا الضيق فى العطن، ولم يعرف قلبه يوما بغض أولئك انبلاء الأشراف. ذلك أنه إنسان كبير النفس والعقل، ومثله لا يمكن أن يسقط فى تلك الحمأة التى تلطخ عقل الموسوى وتطمس على قلبه وضميره. وسواء قال النبى الكريم الحديث التالى: "إن في السماء الدنيا ثمانين الف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر" أو لا فإننا نؤمن أنه صحيح المعنى مجازا لأن الله ورسوله لا يمكن أن يرضيا أبدا بلعن الصديق والفاروق أو ببضغهما، وإلا فلا أمل فى أى شىء ولا معنى لأية قيمة كريمة مما يمثله هذان العملاقان من معانٍ إيمانية وخلقية رفيعة وحب لله ورسوله وإخلاص للإسلام يعزّ أن نجد له نظيرا. ومثله هذا الحديث أيضا: "هذا جبرئيل يخبرني عن الله: ما أَحَبَّ أبا بكر وعمر الا مؤمنٌ تقيٌّ، ولا أَبْغَضَهما إلا منافقٌ شقيّ" (ص37).
وفى ص38 يبلغ الموسوى فى سخافته وقلة عقله مبلغا شنيعا إذ يقول عن الأفضال المزعومة للأمويين على أبى هريرة: "تتمثل لك نعمهم عليه إذا أنعمت النظر في حاليه: حاله قبل دولتهم حيث كان ذليلا مهينا ينظر إلى القمل يدب على نمرته، وحاله على عهدهم حيث أخذوا بضبعيه وأطلقوا عنه ربقة الخمول فكَسَوْه الخـَزّ والساج، وجعلوه يزرّ أزراره بالديباج، وألبسوه الكتان المشيق، وبَنَوْا له القصر في العقيق، وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه وأذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، ووَلَّوْه على المدينة الطيبة مدينة النبي وأنكحوه أيام ولايته عليها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنية أخت الأمير عتبة بن غزوان. وما كان ليحلم بذلك، ولا ليسنح في أمانيه. وقد كان يخدمها بطعام بطنه، ويكدح في خدمتها حافيا". فهذا الحاقد الممتلئ قلبه قيحا وصديدا يتناسى ان أبا هريرة لا يمكن أن يكون بتلك الصورة السمجة التى رسمتها ريشة البغض والافتراء والتعصب الأعمى القبيح، وإلا لما قربه النبى صلى الله عليه وسلم إليه. أستغفر الله! أإلى هذا المدى تغلب الضغينة أقواما على عقولهم وضمائرهم وتدفعهم إلى الافتئات على كرام الحلق بكل هذا البرود فى الأعصاب والجمود فى القلب؟ الحق أنه لو كان بنو أمية قد صنعوا هذا لأبى هريرة إنه لكرم منهم ونبل عظيم! وإن كنت لا أظن أنهم قد فعلوا شيئا من هذا كسبا لقلب الصحابى الكريم، إذ هم لم يفعلوه مع واحد كعمرو بن العاص ذاته، وهو بالنسبة إليهم من هو، فكيف يفعلونه مع أبى هريرة؟ ترى ماذا كان يمثله لهم أبو هريرة بحساب المصالح السياسية، وهو، كما يبدئ ويعيد هذا الحقود الطويل اللسان، لم تكن له مكانة تذكر؟ لقد قيل قديما: إذا كنت كذوبا فكن ذكورا. لكن الموسوى يكذب دون أن يكون على ذكر مما كذبه وافتراه. إنه يقول الشىء ونقيضه دون أن يبالى، إذ كل همه هو تلطيخ الرجل الكريم بأى طريق، والسلام. ولقد كان أبو هريرة يشكر ربه دائما أنْ رَفَعَه سبحانه إلى تلك المكانة الجميلة التى تحقق له عندها الزواج من مخدومته السابقة. أما صاحبنا الحقود فهو لا يستحى من التدخل فيما لا يعنيه وإفساد كل معنى نبيل. وعلى رأى المثل: أنا راض، وأبوها راض، فما دخلك أنت يا فاضى؟ يا فاضى: بالفاء لا بالقاف. هل اشتكت لك السيدة النبيلة؟ أم هل اشتكى لك أهلها؟ أم هل اشتكى لك أى فرد ممن يعرفونها؟ أم تراهم وكّلوك للتحدث باسمهم والتطاول على أبى هريرة؟ أم تراك أنت بسرة بنت غزوان نفسها، وقد أُكْرِهْتَ على الزواج من ذلك الصحابى الكريم فأتيت، بعد كل هاتيك القرون، تعلن كراهيتك لما تم؟ أمَا إن البعيد لمتنطع سمج!
وكان أبو هريرة يقول فى شكر النعمة التى أولاه الله عز وجل إياها وانتشله بها من غمار الفقر والحاجة كلاما يدل على أنه إنسان كبير القلب والعقل لا ينسى فقره الماضى، بل يذكره ويذكر معه ما أكره الله به ويشكره عليه ويشعر بالنعمة تغمر قلبه وتُلْهِج لسانه وتفعم حياته بالفرحة المؤمنة. جاء على لسان أحد المحدّثين: "كنت أسير في الليل، فإذا رجل يكبّر، فلحقته فإذا هو أبو هريرة، فقلت: ماهذا؟ قال: أشكر الله على أن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت إذا ركبوا سقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم. والآن تزوجتها، فأنا الآن أركب، فإذا نزلتُ خدمتني". قال: "وكانت إذا أتيتُ على نحو من مكانها قالت لى: لا أريم حتى تجعل لي عصيدة. فها أنا ذا إذ أتيت على نحو من مكانها قلت لها: لا أريم حتى تجعلي لي عصيدة. وكان كثيرا ما يقول وهو أمير المدينة: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لبسرة بن غزوان بطعام بطني، وعُقْبة رجلي. قال: فكانت تكلفني أن أركب قائما، وأورد حافيا. فلما كان بعد ذلك زوجنيها الله فكلفتها أن تركب قائمة وأن تورد حافية! وصلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال: الحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة اماما، بعد أن كان اجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله".
إن أبا هريرة بكلامه هذا إنما يضع نُصْبَ عينيه قوله عز وجل: "لئن شكرتم لأزيدنَّكم". ألا لعنة الله على الحاقدين الذى يفترون الكذب على المؤمنين! ترى لو كان الأمويون هم الذين انتشلوه مما كان فيه من فقر وضعة وزوجوه ابنة غزوان وهم يَرَوْنَه غير أهل للاقتران بها كما يقول الموسوى، أستغفر الله، أكان يستطيع أن يقول هذا الذى قال عن زواجه بها بعدما كان يخدمها أجيرا عندها؟ لقد كان الأمويون أحرياء أن ينكّلوا به ويعيدوه سيرته الأولى أَنْ عَمِىَ عن أصله وتجاوز حدوده. بل أكانت ابنة غزوان تسكت على تطاوله هذا دون أن تطلب منه الطلاق أو تأمره بالسكوت وتهينه؟ لكن ابنة غزوان لم تفعل لا هى ولا أهلها شيئا من ذلك، فلِمَ تتدخل أنت فيما لا تعنيك يا موسوى؟ لقد زوج النبى عليه الصلاة والسلام غلامه زيدا من ابنة عمته، التى لم تكن تريد هى ولا أهلها هذا الزواج فظلت تضايق زيدا حتى طلقها، ومع ذلك لم يفكر أحد من المسلمين من النيل من زيد، فلِمَ تظن نفسك قادرا على التحقير من أبى هريرة بكل هذا الشنع والانحطاط الذى لا يليق بأى رجل عنده شىء من الكرامة؟ ألا إن ما تصنعه وتقوله لهو العُبِّيَّة الجاهلية التى حذرنا الرسول منها صلى الله عليه وسلم. أم تراك لا تبالى بالقيم العظيمة التى جاء بها الرسول العربى ولا تحترمها؟ وأخيرا هل هناك عاقل يصدق ما يورده الموسوى من روايات تقول مثلا إن أبا هريرة "قام مرة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أمير المدينة، فقال: الحمد لله الذي أطعمني الخمير، وألبسني الحرير، وزوجني بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني، فأرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني" (ص40)؟ ألم يكن لأبى هريرة وأهل المدينة من شغل يشغلهم عن قصة زواجه من بنت غزوان؟ وهل مثل ذلك الموضوع مما يتدواله الخطباء على المنابر؟ بل هل يعقل أن يجعل أبو هريرة أسرار بيته مضغة فى الأفواه أو نغمة تتردد فى جميع الآذان؟
وفى ص44 يصل بالموسوى الحمق والضلال والعته والحقد معا إلى القول بـ"أن مروان لما أراد أن يُجْلِب على بني هاشم بخيله ورَجِله ليمنعهم من دفن الامام أبي محمد الحسن المجتبى عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله أوعز إلى أبي هريرة، من تدجيله، أن يعارضه ويغلظ له القول في ذلك علانية، تمويها على العامة وسواد الناس بأن له منزلة الصديقين لا تأخذه في الله ورسوله سطوة، ولا تمنعه عن الانتصار لهما قوة. وحين قام أبو هريرة بهذه المعارضة أظهر مروان الغضب منه، فكان بينهما صخب رياء وغيظ تصنع اشتد أبو هريرة فيهما احتجاجا على مروان بمنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله التي لم تكن لخاصة أصحابه وذويه، وبوَعْيه عنه صلى الله عليه وآله وحِفْظه الذي فاق به السابقين الأولين كعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأمثالهم، واسترسل في خصائصه التي توجب له أسمى منازل المقربين، فانتهت الخصومة بينهما ببخوع مروان لمنزلة أبي هريرة في الاسلام ومكانته في العلم بالسنن، يرائى الناس ببخوعه لفضل أبي هريرة ترويجا لسلعته التي كان مروان ومعاوية وبنوهما يحاربون بها الحسن والحسين وأباهما وبنيهما". فانظر بالله عليك أيها القارئ العزيز كيف يطغى الغِلُّ على بعض الناس فيُفْقِدهم عقولهم على هذا النحو المخزى! أفيظن الموسوى أن الناس قد فقدت عقلها مثله حتى يصدقوا هذا السخف الساخف ويتصوروا أن الأمويين يمكن أن يلطخوا صورتهم على هذا النحو لا لشىءإلا لترويج سمعة أبى هريرة تابعهم وصنيعتهم والآكل على موائدهم حسبما يقول؟ ترى ما الثمرة التى أرادوا أن يقطفوها من وراء هذه المسرحية الساذجة التى ألفها الموسوى ويريد إلصاقها بالأمويين؟ قالوا فى الأمثال: أذنك من أين يا جحا؟ وعلى كل فهذا هو ما حدث أضعه بين يدى القارئ ليرى فيه رأيه فى هذا التنطع الماسخ، وهو منقول عن الجزء الثانى من "سير أعلام النبلاء": "لما أرادوا أن يدفنوا الحسن في الحجرة النبوية وقع خصام. قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: والله ما أنت وال، وإن الوالي لَغَيْرُك، فدَعْه (يعني: حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك. إنما تريد بها إرضاء من هو غائب عنك (يعني معاوية). فأقبل عليه مروان مغضبا وقال: يا أبا هريرة، إن الناس قد قالوا: أكثرَ الحديثَ عن رسول الله، وإنما قَدِم قبل وفاته بيسير. فقال: قَدِمْتُ والله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، وأقمت معه حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو وأحج معه وأصلي خلفه. فكنت والله أَعْلَم الناس بحديثه".
على أنه لا بد مع ذلك من إبداء الاستغراب مما قاله الموسوى عن العُمَرَيْن وعائشة رضى الله عنهم رضا واسعا إذ ذكر بعض فضائلهم ببساطة لم أتوقعها منه. قال: "لينظر (القارئ) إلى الخلفاء الأربعة وسَبْقهم واختصاصهم وحضورهم تشريع الاحكام وحسن بلائهم في اثنتين وخمسين سنة: ثلاث وعشرين كانت بخدمة رسول الله صلى الله عليه وآله، وتسع وعشرين من بعده ساسوا فيها الامة وسادوا الأمم، وفتح الله لهم ملك كسرى وقيصر، فمدّنوا المدن ومصّروا الامصار ونشروا دعوة الاسلام وصَدَعوا بأحكامه، وأذاعوا السنن، ينحدر عنهم السيل، ولا يرقى إليهم الطير. فكيف يمكن، والحال هذه، أن يكون المأثور عن أبي هريرة وحده أضعاف المأثور عنهم جميعا؟ أفتونا يا أولي الالباب! وليس أبو هريرة كعائشة، وإن أكثرت أيضا، فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل إسلام أبي هريرة بعشر سنين، فكانت في مهبط الوحي والتنزيل ومختلف جبرائيل وميكائيل أربعة عشر عاما، وماتت قبل موت أبي هريرة بيسير. وشتان بين الصحبتين وبين الفطنتين. أما أمر الصحبتين فمعلوم، وأما الفطنتان فقد كان فهم عائشة يماري سمعها، وقلبها يسبق شعورها. وعن عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وعن مسروق: رأيت مشيخة من أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض. على أنها اضْطُرَّتْ إلى نشر حديثها إذ بثت دعاتها في الأمصار، وقادت إلى البصرة ذلك العسكر الجرار. ومع هذا فإن جميع ما رُوِىَ عنها إنما هو عشرة مسانيد ومائتا مسند. فحديثها كله أقل من نصف حديث أبي هريرة. ولو ضممتَ حديثها وحديث أم سلمة مع بقائها إلى ما بعد وقعة الطفّ، وجمعتَ ذلك كله إلى حديث البقية من أمهات المؤمنين وحديث سيدي شباب أهل الجنة وسيدة نساء العالمين وحديث الأربعة من خلفاء المسلمين ما كان كله إلا دون حديث أبي هريرة وحده! وهذا أمر مهول ألفت إليه ارباب العقول" (ص46- 48).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedgad.com
 
رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(9)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(6)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(7)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(8)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم(10)
» رد الهجوم المسموم عن أبي هريرة المظلوم (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور / أحمد جاد الإسلامي والأدبي  :: الثقافة الإسلامية-
انتقل الى: